٢٠٠٨/٠٥/٢٩

على يا ولدى .. سديم يا طفلتى ... وحتشتونى

أكتب هذه الكلمات ودموعى تسبقنى .. فأنا أفتقد على وسديم بشده. والحمد لله فأنا حزين لأفتقادى أولادى ولكنى سعيد بفضل الله على. فلولا هذه التجربة لما كنت فيما أنا فيه اليوم من خير ونجاح. والحزن لفقدان أولادى ينبوع متجدد للطاقة بداخلى لكى أستمر فى طريق النجاح للوصول لهما ولأسعد بهما ولأكون أبا لهما يسعدان به ما حييت. فعلى وسديم أصغر أولادى وعلى شديد الشبه بى وسديم شديدة الأرتباط بى وهما دمى ولحمى ومهما طال غيابهما فسيعودان لأحضان أبيهما قريبا فهذا هو حقهما وحقى وهذا هو القانون.

٢٠٠٨/٠٥/١٤

أنا ومالك بن دينار ... الأبتلاء والتوجه الى الله


أرسل لى أحد أصدقائى الأعزاء قصة عوده مالك أبن دينار رضى الله عنه الى طريق الله. فوجدت فى هذه القصة الكثير من أوجه التشابه فيما مررت به فى حياتى من أختيارات وأختبارات. فبلا شك أن تجربة وقفى فى مطار هيثرو ثم أيقافى وحبسى لمده 17 يوما لينتهى بى الأمر بأختفاء على وسديم وعدم أستطاعتى الوصول اليهما حتى الآن منذ 23 نوفمبر 2006, قد أثرت فى أختياراتى وتوجهاتى تماما. فعلى الرغم من هذا الأختبار الصعب فلقد رأيت الله عز و جل بوضوح فى حياتى. وإن كان لى عزاء فى كل ما حدث فأختيارى لطريق الله بالوضوح الذى أره الآن, يكفى تماما بل ويزيد. فمهما كان الأبتلاء فجائزتى هى الله ورسوله , ويا لها من جائزة تهون دونها الدنيا وما فيها.

وأترككم هنا لتقرأو قصة مالك أبن دينار .

: يقول مالك ابن دينار

بدأت حياتي ضائعا سكيراً عاصيا .. أظلم الناس وآكل الحقوق .. آكل الربا .. أضرب

الناس .......... افعل المظالم .. لا توجد معصية إلا وارتكبتها .. شديد الفجور ..

يتحاشاني الناس من معصيتي

يقول:

في يوم من الأيام .. اشتقت أن أتزوج ويكون عندي طفله .. فتزوجت وأنجبت طفله

سميتها فاطمة .. أحببتها حباً شديدا .. وكلما كبرت فاطمة زاد الإيمان في قلبي

وقلت المعصية في قلبي .. ولربما رأتني فاطمة أمسك

كأسا من الخمر ... فاقتربت مني فأزاحته وهي لم تكمل السنتين .. وكأن الله يجعلها

تفعل ذلك .... وكلما كبرت فاطمة كلما زاد الإيمان في قلبي .. وكلما اقتربت من

الله خطوه .... وكلما ابتعدت شيئا فشيئاً عن المعاصي..

حتى اكتمل سن فاطمة 3 سنوات

فلما أكملت .... الــ 3 سنوات ماتت فاطمة

يقول:

فانقلبت أسوأ مما كنت .. ولم يكن عندي الصبر الذي عند المؤمنين ما يقويني على

البلاء .. فعدت أسوا مما كنت .. وتلاعب بي الشيطان .. حتى جاء يوما

فقال لي شيطاني:

لتسكرن اليوم سكرة ما سكرت مثلها من قبل!!

فعزمت أن أسكر وعزمت أن أشرب الخمر وظللت طوال الليل أشرب وأشرب وأشرب

فرأيتني تتقاذفني الأحلام .. حتى رأيت تلك الرؤيا

رأيتني يوم القيامة وقد أظلمت الشمس .. وتحولت البحار إلى نار.. وزلزلت الأرض ...

واجتمع الناس إلى يوم ألقيامه .. والناس أفواج .. وأفواج .. وأنا بين الناس

وأسمع المنادي ينادي فلان ابن فلان .. هلم للعرض على الجبار

يقول:

فأرى فلان هذا وقد تحول وجهه إلى سواد شديد من شده الخوف

حتى سمعت المنادي ينادي باسمي .. هلم للعرض على الجبار

يقول:

فاختفى البشر من حولي (هذا في الرؤية) وكأن لا أحد في أرض المحشر .. ثم رأيت

ثعبانا عظيماً شديداً قويا يجري نحوي فاتحا فمه. فجريت أنا من شده الخوف

فوجدت رجلاً عجوزاً ضعيفاًً .....

فقلت:

آه: أنقذني من هذا الثعبان

فقال لي .. يابني أنا ضعيف لا أستطيع ولكن إجر في هذه الناحية لعلك تنجو ...

فجريت حيث أشار لي والثعبان خلفي ووجدت النار تلقاء وجهي .. فقلت: أأهرب من

الثعبان لأسقط في النار

فعدت مسرعا أجري والثعبان يقترب

فعدت للرجل الضعيف وقلت له: بالله عليك أنجدني أنقذني .. فبكى رأفة بحالي ..

وقال: أنا ضعيف كما ترى لا أستطيع فعل شيء ولكن إجر تجاه ذلك الجبل لعلك تنجو

فجريت للجبل والثعبان سيخطفني فرأيت على الجبل أطفالا صغاراً فسمعت الأطفال

كلهم يصرخون: يا فاطمه أدركي أباك أدركي أباك

يقول::

فعلمت أنها ابنتي .. ويقول ففرحت أن لي ابنة ماتت وعمرها 3 سنوات

تنجدني من ذلك الموقف

فأخذتني بيدها اليمنى ........ ودفعت الثعبان بيدها اليسرى وأنا كالميت من شده

الخوف

ثم جلست في حجري كما كانت تجلس في الدنيا

وقالت لي يا أبت

ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله

يقول:

يا بنيتي .... أخبريني عن هذا الثعبان!!

قالت هذا عملك السيئ أنت كبرته ونميته حتى كاد أن يأكلك .. أما عرفت يا أبي أن

الأعمال في الدنيا تعود مجسمة يوم ألقيامه..؟

يقول:وذلك الرجل الضعيف: قالت ذلك العمل الصالح .. أنت أضعفته وأوهنته حتى بكى

لحالك لا يستطيع أن يفعل لحالك شيئاً

ولولا انك أنجبتني ولولا أني مت صغيره ما كان هناك شئ ينفعك

يقول:

فاستيقظت من نومي وأنا أصرخ: قد آن يارب.. قد آن يارب, نعم

ألم يان للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله

يقول:

واغتسلت وخرجت لصلاه الفجر أريد التو به والعودة إلى الله

يقول:

دخلت المسجد فإذا بالإمام يقرأ نفس الآية

ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله

ذلك هو مالك بن دينار من أئمة التابعين

هو الذي اشتهر عنه أنه كان يبكي طول الليل ........ ويقول

إلهي أنت وحدك الذي يعلم ساكن الجنة من ساكن النار، فأي الرجلين أنا

اللهم اجعلني من سكان الجنة ولا تجعلني من سكان النار

وتاب مالك بن دينار واشتهر عنه أنه كان يقف كل يوم عند باب المسجد ينادي ويقول:

أيها العبد العاصي عد إلى مولاك .. أيها العبد الغافل عد إلى مولاك ..

أيها العبد الهارب عد إلى مولاك .. مولاك يناديك بالليل والنهار يقول لك

من تقرب مني شبراً تقربت إليه ذراعاً، ومن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعاً،

ومن أتاني يمشي أتيته هرولة

أسألك تبارك وتعالى أن ترزقنا التو به

لا إله إلا أنت سبحانك .. إني كنت من الظالمين


٢٠٠٨/٠٥/١٠

فالحمد لله على البلاء الذى عرفنى أين يجب أن أكون



أراد رجل أن يبيع بيته لينتقل إلى بيت أفضل..فذهب إلي احد أصدقائه وهو رجل أعمال وخبير في أعمال التسويق...وطلب منه أن يساعده في كتابه إعلان لبيع البيت وكان الخبير يعرف البيت جيداً فكتب وصفاً مفصلاً له أشاد فيه بالموقع الجميل والمساحة الكبيرة ووصف التصميم الهندسي الرائع ثم تحدث عن الحديقة وحمام السباحة.....الخ.... وقرأ كلمات الإعلان علي صاحب المنزل الذي أصغى إليه في اهتمام شديد وقال...'أرجوك أعد قراءه الإعلان'....وحين أعاد الكاتب القراءة صاح الرجل يا له من بيت رائع ...لقد ظللت طول عمري أحلم باقتناء مثل هذا البيت ولم أكن أعلم إنني أعيش فيه إلي أن سمعتك تصفه
ثم أبتسم قائلاً من فضلك لا تنشر الإعلان فبيتي غير معروض للبيع!!!

القصة السابقة هى جزء من رسالة أرسلها لى صديق. وأشعر أن هذه الرسالة تعبر تماما عما أمر به. فبعد التجربة القاسية التى مررت بها , أدركت قيمة أولادى فى حياتى. فلقد كنت أعمل كثيرا وكنت أظن أن عملى فى النهاية لمصلحتهم. وكان يمكننى أن أمضى معهم وقت أكثر ولكنى كنت فى شغف شديد لأعمل كثيرا حتى يمكننى توفير أحسن حياة يمكن توفيرها لهم. ولم أكن أدرك أنى أفتقدهم كثيرا وأنى أحبهم كثيرا.
فقدانى لعلى وسديم جعلنى أندم على الوقت الذى كان يمكن أن أمضيه معهم وجعلنى أكثر وضوحا فى رغبتى أن أمضى معهم ومع كل أولادى أكثر وقت ممكن. فالوقت الذى أمضيه مع أولادى ممتع جدا وأقدر كل لحظة فيه.
فالحمد لله على البلاء الذى عرفنى أين يجب أن أكون

أحمد الدملاوى