٢٠٠٨/١٠/٠٧

ذبيب النمله السوداء على صخرة الصماء في الليلة الظلماء


كنت أفكر فى النفاق والخيانة فوجدت تلك الكلمات فى رسالة الكترونية وأحببت أن تشاركوننى فيها. وهذه الكلمات لا تقدم حلا ولكنها تصف ظاهرة. ومن السهل جدا أن نسلك نحن ما تصفه تلك الكلمات وأن نكون تلك الكلمات. فان النفاق يسرى فى القلوب كذبيب النمله السوداء على صخرة الصماء في الليلة الظلماء. فلا يعلم به فى حينه الا الله. ولا يدركه الا المتقون. فلنستعيذ بالله من النفاق ولينقذنا الله من المنافقين.




لا تقاس الطيبة ببشاشة الوجه
فهناك قلوب تصطنع البياض
فهناك من يجيد تصنع الطيبة
ويخبئ بين زواياه خبثاً وريبة
*******
لا يقاس الجمال بالمظهر
ومن الخطأ الاعتماد عليه فقط..
فقد يكون خلف جمال المظهر قبح جوهر

*******
لا تقاس حلاوة الإنسان بحلاوة اللسان
فكم من كلمات لطاف حسان
يكمن بين حروفها سم ثعبان
فنحن في زمن اختلط الحابل بالنابل..
في زمن صرنا نخاف الصدق
ونصعد على أكتاف الكذب
*******
لا يقاس الحنان بالأحضان
هناك من يضمك بين أحضانه
ويطعنك من الخلف بخنجر الخيانه
والفرق شاسع ومدفون
بين المعلن والمكنون
*******
لا تقاس السعادة بكثرة الضحك
هناك من يلبس قناع الابتسامة
وتحت القناع حزن دفين وغصات ألم وأنين
*******
لا تقاس الحياة بنبض القلوب
فهناك من قلبه تعفن داخل أضلعه
وهناك من مات ضميره وودعه
وعلى الضفة الأخرى آخر كتمت أنفاسه
وثالث قتل إحساسه مقبرته
في عينيه شاهد حزن عليه

*******
لا يقاس البياض بالنقاء ولا السواد بالخبث
فالكفن أبيض والكحل لونه أسود
وبينهما يسكن الفرق
*******
لا تقاس العقول بالأعمار
فكم من صغيرعقله بارع
وكم من كبير عقله خاوي فارغ

*******

منقولة عن السيدة نجوى البلتاجى

أحمد الدملاوى

٢٠٠٨/١٠/٠١

وانا أخترت أن أعيش فى هدوء وراحة

دعانى أخ وصديق عزيز بالأمس لأقضى معه ومع عائلته أول أيام عيد الفطر المبارك. وكأحد العادات الرائعة لأهل نجد فالعائلة كلها والأعمام وأبناء الأعمام والأحفاد تلتقى فيما يسمونه أستراحة. والأستراحة تتكون من ملعب مزود بقاعة كبيرة أو قاعتين للأجتماع ومطبخ ودورة مياه. والأستراحة تتسع على الأقل لخمسين شخص. وهناك أستراحة ملحقة بها ومشابهة تماما للسيدات. فكنا نسمع دق دفوف من جهة أستراحة السيدات. وكان الأطفال يلعبون ويجرون بين الأستراحتين المفصولتين من خلال باب داخلى.وكان الشباب يلعبون الكرة ورأيت أهداف رائعة ورأيت حب وتفاعل كبير ملأ قلبى بالدفء والراحة.

وكنت أتابع المبارة وأسمع صوت الطائرات وأشاهدها وهى تمر فوقى تماما فى الخطوة النهائية لهبوطها بمطار الملك خالد الدولى. وكنت أنظر للطائرات بأعجاب شديد وتذكرت أبنى على وكيف تعلو الفرحة وجهه عندما يرى الطائرات ليتابعها ولا يستطيع رفع عينيه عنها حتى تختفى. فصغيرى على أكثر أولادى شبها بى وقد أخذ عنى شغفى بالطيران والطائرات. وكان الرجال يتحدثون ويتندرون بذكرياتهم وذكريات الأعمام والأحوال القديمة التى يسمعها الجميع بأهتمام ويأخذ كل من حضر أى قصة منها أو كان قد سمع عنها قبلا فى سرد ما رآه أو ما سمعه من رواية أخرى ويضحك الجميع على تلك المواقف الطريفة المليئة بالحب والذكريات الطيبة. وكنت أنا الشخص الوحيد الذى لا أحمل أسم العائلة ولكنى شرفت وسعدت بأن أكون معهم وواحدا منهم وأن يقبلونى معهم كأخ وصديق.

وقبل نهاية السهرة أغمضت عيناى وأستغرقت فى ثبات عميق , فاذا بصديقى يوقظنى بلطف ويعرض على أن يعود بى الى بيتى. وكانت فكرة جيدة حيث كنت مرهقا ولم أنم ليلة العيد إلا سويعات قليلة. وفى الطريق أخذنا نتجاذب أطراف الحديث و أخذ صديقى يحكى لى عن أولاده وعائلته والتحديات التى يواجهها كأب وزوج مخلص ومحب وكقائد عائلة رائع يهتم بكل ما يسعد من حوله من أولاده وزوجته وأخوانه وعائلته. وأنا أستمتع كثيرا بمشاركات صديقى لأنى أرى فيها رجولة وأسرة وأولاد وحب وأخلاص وأرى ما يعترض تلك المسيرة الرائعة من عوائق نمو وتطور طبيعية وأنظر فيها أيضا الى نفسى وأولادى وعائلتى وما أمر به وما أحب أن أحققه لى ولأولادى ولأسرتى.

وفوجئت بصديقى يوجه الى الحديث قائلا " لقد أكرمك الله كثيرا, فأنا لم أرك بهذه الطمأنينة والهدوء منذ أن عرفتك. الحمد لله أنت فى خير كبير" فقلت له كيف ترى هذا؟ فقال لى " نادرا ما كنت أراك هكذا هادئا وفى حالة أمان مع نفسك لدرجة أنى أطمأننت عنك من أحمد المسئول عن الضيافة حيث تعيش - وهو رجل من الهند رفيع الخلق وشديد الزكاء - فقال لى أنك هادئ وأنك لم تعد عصبيا كما كنت قبل ان تعود هذه المرة الى المملكة". أثارت الكلمات داخلى ذكريات كثيرة قديمة وأخذت أتذكر ما كنت عليه وما أنا عليه الآن. فتذكرت ذلك الشخص المتوتر والقلق دائما. تذكرت الخوف من المستقبل والقلق من الحاضر.

تذكرت قلقى على عملى وعلى رزقى وتذكرت قلقى على نرمين زوجتى وقلقى من ردود أفعالها وقلقى على أولادى وهن بنات يعشن بمفردهن فى مصر. تذكرت قلقى على أبنى عمر الذى لم أراه كثيرا منذ ولد ولكثرة أسفارى. وتذكرت خوفى من المستقبل ومما يحمله. تذكرت خوفى من التصرفات الغير منطقية والغير مبررة لنرمين زوجتى. تذكرت خوفى من أن أفشل فى نشاطى الجديد فى بريطانيا و أن يضيع ما أستثمرته من وقت ومجهود ومال. كنت دائما خائف وقلق. وبالمقارنة فأنا الحمد الله مطمئن وهادئ. فلقد تعلمت ألا أرى الا الخير. فكل ما يأتى من الله خير. فاذا رأيت ما يأتينى شرا فأصلح نفسى لأنى ما رأيته شرا الا لقصور فى رؤيتى للأمور ولوهن فى علاقتى مع نفسى. وعندما أصاب بهذا القصور فى الرؤية والوهن فى علاقتى مع نفسى أعود الى خالقى فأجد عنده السكينة والهدوء والأمان حينها تعود لى رؤيتى وحينها تقوى علاقتى بنفسى. فهو من بيده كل شئ وأنا عبدا ضعيفا ليس بيدى أية شئ. أنا بيدى أن أختار وأن أعيش أختيارى. وانا أخترت أن أعيش فى هدوء وراحة وأخترت أن أوفر لأولادى أبا يجدونه عندما يريدونه وأن يجدهم عندما يحرمون منه وعسى الله أن يأتينى بهم جميعا.


أحمد الدملاوى