٢٠٠٨/٠٦/٢٩

عسى الله أن يأتينى بهم جميعا - الدعاء والجهاد

منذ لحظات كنت أجلس فى السيارة بجوار صديق و أفكر فى طفلاى على وسديم وأشعر بوحشة شديدة تجاههما. وإذا بصديقى يفتح المذياع لأسمع القارئ يتلو القرآن بقوله تعالى "عسى الله أن يأتينى بهم جميعا" وهو دعاء نبى الله يعقوب . فأستبشرت خيرا وكأن صديقى والمذياع يعلمان ما يدوربداخلى من أفكار ومشاعر. ولقد لاحظت فى الفترة الأخيرة تكرار تلك الموافف بشكل ملفت. وشعرت وكأن الله عز و جل يدفع الكون أن يتحدث الى بنصره وأن يثبتنى على الصبر والمثابرة . ففى بعض الأيام وخصوصا عندما يشتد بى الحنين لأولادى عندما أفتح المصحف , أجدها سورة يوسف وعندما أتنقل بين محطات التليفزيون فإذا بها سورة يوسف. وفد وعدنى رسول الله صلى الله عليه وسلم فى الرؤية منذ كنت طفلا أن الله سيرزقنى بكل ما أتمناه. وفعلا ما تمنيت شيئا الا وحصلت عليه. وأنا اليوم لا أتمنى شئ أكثر من عودة أولادى لى . كنت أفكر فى كل هذا وعدت الى عملى وأنا مستغرق فى ما أمر به من جهاد لأستعيد أولادى وكيف أن كل خطوة تتحقق ورائها مجهود كبير ولكنى فى النهاية أصل الى ما أريد. فأذا بى وأنا أراجع بريدى الألكترونى أجد هذه الرسالة من صديق عزيز تصف تمام ما أمر به من ظروف وما أشعر به من أحاسيس فأردت أن تشاركونى فيها .. ففيها من الخير الكثير.

يقول صديقى فى رسالته:


ذات يوم ظهرت فتحة في شرنقة عالّقة على غصن ...

جلس رجل لساعات يحدَّق بالفراشة وهي تجاهد في دفع جسمها من فتحة الشرنقة الصغيرة .

فجأة توقفت الفراشة عن التقدم . .


يبدو أنها تقدمت قدر استطاعتها ولم تستطع أكثر من ذلك ...

حينها قرر الرجل مساعدة الفراشة، فاخذ مقصاً وفتح الشرنقة . ..

خرجت الفراشة بسهولة، لكن جسمها كان مشوهاً وجناحيها منكمشان !!


ظَلّ الرجل ينظر متوقعا ً في كل لحظة أن تنفرد أجنحة الفراشة ، تكبر وتتسع.. وحينها فقط يستطيع جسمها الطيران بمساعدة أ جنحتها.

لكن لم يحدث أي من هذا، في الحقيقة لقد قضت الفراشة بقية حياتها تزحف بجسم مشوّه وبجناحين منكمشين !!


لم تنجح الفراشة .... في الطيران أبداً أبداً !!


لم يفهم الرجل بالرغم من طيبة قلبه و نواياه الصالحة، أن الشرنقة المضغوطة وصراع الفراشة للخروج منها، كانتا إبداع من خلق الله لضغط سوائل خاصة من جسم الفراشة إلى داخل أجنحتها، لتتمكن من الطيران بعد خروجها من الشرنقة ...


أحيانا تكون الابتلاءات هي الشيء الضروري لحياتنا..


لو قدّر الله لنا عبور حياتنا بدون ابتلاء و صعاب


لتسبب لنا ذلك بالإعاقة، ولما كنا أقوياء كما يمكننا أن نكون ..


ولما أ مكننا الطيران أ بداً ...


طلبت قوةً ... فمنحني الله مصاعب و محن لتصقلني وتربيني ..


طلبت حكمةً ... فوهبني الله معضلات لأحُلها ..


طلبت رخاءً ... فأعطاني الله عقلاً و قدرة لأعمل و أنتج ..


طلبت شجاعةً... فوهبني الله عوائق و عقبات لأتغلب عليها ..


طلبت محبةً... فاكرمني الله باناس لديهم مشاكل لكي أحبهم وأُ ساعدهم ..


طلبت امتيازات و رخاء و ثراء ... فأعطاني الله فرص و إمكانيات سانحة ..


لم احصل على أي شيء مما طلبت... لكن حصلت على كل ما أحتاج ..

عِش بالإيمان ، عِش بالأمل ، عِش بلا خوف،

توكل على الله ، واجِه كل العقبات في حياتك .. وسوف تتغلب عليها

لقد أستقبلت الرسالة وكأنها بلسم بارد على قلبى الملئ بالمشاعر الشديدة الحرارة فشعرت بطمأنينة وتأكدت من نصر الله وتأكدت أن عسى الله أن يأتينى بهم جميعا.

أحمد الدملاوى