٢٠٠٨/٠٣/١٩

تماما فى مثل هذا اليوم

فى مثل هذا اليوم منذ عام تماما, هبطت بى طائرة الخطوط الجوية البريطانية فى مطار القاهرة الدولى بعد غياب عن مصر تعدى السنتان بأيام. كنت عائدا لأواجه المشاكل والقضايا التى حركتها والأخرى التى أقامتها زوجتى وأم طفلاى على وسديم نرمين بمساعدة أبيها يمانى درويش.أكثر من 12 قضية تنتظرنى فى المحاكم .

فبعد ماوجهته لى من أتهامات فى بريطانيا بأنى نموذج لمرتكبى العنف الأسرى بالأضافة الى أتهامى بأن كل أعمالى هى واجهة لعمليات مشبوهة وأن كل أعمالى هى مجرد وهم لتغطية أعمال أخرى غير قانونية كما أتهمتنى بأنى مطلوب القبض على فى جرائم ارتكبتها بمصر وأنى مطارد من العدالة.

وكان نتاج منطقى تماما لتداعيات ما حدث أن تركت بريطانيا منهيا مجهود سنتين من العمل الشاق الذى كان يتجاوز 16 ساعة يوميا وقليلا ما كنت اكافأ نفسى بيوم راحة. أنهار كل ما بنيت فى بريطانيا وأنهار معه كل ما أستثمرت من المجهود والوقت والمال. كنت أفكر وأنا فى الطائرة متجها الى القاهرة فى ما بذلت من مجهود وكيف أنه ذهب مع الريح. كنت أفكر لماذا تقوم نرمين, زوجتى وأم على و سديم, بتدمير ما بنيته؟ كنت أسأل نفسى ماذا سأفعل بهذا السيل العرم من القضايا والمشاكل التى تنتظرنى؟ كنت أفكر كيف أحتفظت نرمين بكل أوراقى التى فى بيتى فى أنجلترا وبيتى فى مصر لأستخدامها ضدى؟ كيف يمكننى أن أدافع عن نفسى وهى تملك كل أوراقى؟

وما كان أكثر ايلاما تعذيبى بأستخدامها لعلى وسديم كسلاح ضدى. فكانت تدمع عيناى كلما تذكرت طفلاى ولا أعلم متى وكيف سأراهما وأضمهما إلى صدرى؟

كنت أفكر فى أبن أخى الذى أتهمته زورا بمحاولة قتلها. لقد كان أبن أخى محبوسا على ذمة التحقيق. وكان حبسه يثير آلام عميقة داخلى. كيف سأراه؟ وماذا أقول له؟

كنت افكر فى وضعى المالى فقد خسرت كل ما أملك. ولم أكن أعرف كيف سأستمر وكيف سأفاوم كل هذه الضراوة فى الأتهامات الباطلة لأيداعى السجن بأى ثمن؟

كنت أفكر فى نرمين زوجتى وأم طفلاى على وسديم .. وكيف كان حبى لها؟ .. كنت أحبها كثيرا وكانت لحظات قربى منها أسعد لحظات حياتى. كنت أفكر هل أنتهت علاقتى بها؟ كنت أسترجع ذكرياتى معها وأسأل نفسى هل أنتهت نرمين من حياتى؟ وكنت استوقف نفسى لأقول لها "نرمين لا تستحق تلك الدموع" ثم أجد نفسى أرد على نفسى "لا .. هى متهورة ولا تعى ما تفعل وحتما ستعود الى رشدها" ثم أوجه السؤال الى نفسى "وحتى أن عادت الى رشدها .. فهل تستطيع أن تعيش معها بعد ما فعلته؟"

تم أعود لأتذكر فداحة خسائرى المالية والأدبية والمعنوية و الأسرية وكيف سأواجه كل هذا الخراب؟
كانت الأفكار والمشاعر تتوالد وتتصاعد وتختفى بسرعة كما يغلى الماء بالقدر. تواصل بلا ترابط ولكن البخار يزداد كثافة.

أكتب عن تلك الرحلة وأكتب عما شعرت به لأحمد الله عزوجل. فأنا بعد عام فقط فى أحسن حال. فقد أبدلنى الله خيرا من كل ما فقدت. وإنى على يقين أن على وسديم فى معية الله عزوجل. والذى أبدلنى خيرا مما أفتقدت سيحفظهما وسيردهما الى أبيهما.

اللهم لا تكفينى كلماتى لشكرك فأجعلنى عبدا شكورا وأرحمنى وأرحم أولادى جميعا وأرحم والدىَ كما ربيانى صغيرا.

أضافة:
كانت دائما نرمين تدعوا الله أن يرزقها حكمة السيدة خديجة بنت خويلد زوجة سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم .. اللهم أرزق نرمين زوجتى وأم طفلاى على وسديم حكمة وأخلاق خديجة بنت خويلد .. اللهم أمين .. اللهم أمين .. اللهم أمين

أحمد الدملاوى

٢٠٠٨/٠٣/١٨

اللهم أنك سميع مجيب الدعاء .. لن ألجأ إلا لك يا ألله


سألتنى فتاة مسلمة عربية تدرس فى الجامعة فى دولة أوروبية عن أختيار الزوج. وقالت لى أن فرصتها فى زوج عربى قليلة. وكانت تسألنى وهل أختلاف اللعة بين الزوجين يؤثر على العلاقة بينهما؟ فقلت لها بالطبع نعم . فأى أختلاف بين الزوجين يضيف الى المجهود والأهتمام المبذول للتواصل بينهما. وهذا لا يعنى أن أختلاف اللغة بين الزوجين سيؤدى حتما لفشل العلاقة الزوجية ولكنه يعنى أن كلا الزوجان عليهما أن يبذلا مجهودا أكثر للتواصل والتفاهم. فأى أختلاف بين شخصين يحتاج إلى أهتمام من كليهما لتعويض هذا الأختلاف. فيمكن أن يكون هذا الأختلاف لغة , ثقافة , مستوى أجتماعى إلى أخر هذه القائمة. ثم سألتنى ماذا أفعل لأختار الشخص المناسب فى هذه الظروف الصعبة؟ فوجئت بالسؤال لأنى رأيتها فتاة فى مقتبل عمرها وتعيش فترات طويلة بدون أسرتها وبعيدا عن وطنها فترددت أن أنصحها لوهلة حتى أتأكد أن نصيحتى هى أحسن ما يمكن أن أقدمه لها. وأخذت أفكر فلم أرى أمامى غير الله. ومر أمام عينى صور ما حدث لى من أبتلاء خلال 15 شهر الماضية. رأيت كيف كان التخطيط والتفكير للخروج من المشاكل الصعبة ليس ذو قيمة ورأيت كيف أن اللجوء الى الله والدعاء والتضرع هو المنقذ الحقيقى. تذكرت مواقف لو عرضت فى فيلم سينمائى ما صدقتها لصعوبتها عقلا أن تحدث ولكنها حدثت وأنقذنى الله عزوجل من شر ما دبر لى من مكائد. فقلت لها يا أبنتى عليكى بالدعاء والصلاة. فقالت لى أنا دائمة الدعاء. فقلت لها قوى دعاءك باليقين بأن الله تعالى سوف يقدم لكى الخير وأنه ليس لك من الأمر شىء.
وهنا رأيت أن الدعاء هو علاجى أنا أيضا. فأقوى وسيلة للوصول لأولادى هى الدعاء. وهنا أدعو الله عزوجل أن يرد على أولادى جميعا سالمين غانمين محفوظين بحفظه عز وجل. اللهم علمهم الدين وفقههم فيه. اللهم أنصر بهم الأسلام والمسلمين وأعل بهم جميعا كلمتى الحق والدين. اللهم أنك سميع مجيب الدعاء


أحمد عبد المجيد الدملاوى

٢٠٠٨/٠٣/١٦

اللهم أنى أذنبت ولا يغفر الذنوب إلا أنت .. اللهم إنى أخطأت ولا يتجاوز عن الخطايا إلا أنت يا ألله.

قرأت مشاركة الأخ نور فى منتدى الميتم عن البلاء والذنوب. وكأنى لم أسمع بهذا من قبل. فرأيت أن كل ماحدث لى من بلاء كان سببه الذنب و الخطأ تجاه نفسى وتجاه ربى.

فأثارنى إبراهيم بن أدهم - رحمه الله - يقوله : إني لأعصي الله فأعرف ذلك في خُلق زوجتي ودابتي .

وهذا الإمام وكيع بن الجراح – رحمه الله – لما أغلظ له رجل في القول دخل بيتاً فعفّـر وجهه ، ثم خرج إلى الرجل . فقال : زد وكيعاً بذنبه ، فلولاه ما سلطت عليه . أي لولا ذنوبي لما سُلّطت عليّ تُغلظ لي القول .

ولما استطال رجل على أبي معاوية الأسود فقال له رجل كان عنده : مه ! فقال أبو معاوية : دعه يشتفي ، ثم قال : اللهم اغفر الذّنب الذي سلّـطت عليّ به هذا

الحمد لله الذى أبتلانى بما أذنبت .. اللهم إنى تبت إليك من ذنوبى .. اللهم ليس لى إلا أنت فإن لم تغفر لى وتتجاوز عما أخطأت

وهنا أنا أصرخ لله عز وجل أن يغفر لى إهمالى فى صلاتى , وصيامى , وفى كل ما أنعم علىَ به من أوامر وفى كل ما أكرمنى به من نواهى. اللهم إنى أستصرخك أن تحفظ ذريتى فلقد تركتهم ضعافا وإنى أخاف عليهم. اللهم ربى أحفظهم من الشر وأغمرهم بخيرك وأهدنى لتقواك.

٢٠٠٨/٠٣/١٥

رؤيا وفرحة

رأيت فيما يرى النائم أن على أبنى يدخل علىّ غرفة نومى التى كنت نائما فيها فعلا تلك الليلة ورأيته يوقظنى ويأخذ يدى لأقوم من تحت الغطاء وأنزل معه من سريرى. لم أقاومه مطلقا ولم أسأله وكنت فرحا جدا بأنه يقودنى وأنه يعرف مايريد. وكنت لا أصدق عيناى أن هذا على أبنى و كان الفرح يغمركل كيانى. وقادنى على خلال الممر الطويل بمنزلى الى غرفة الصالون التى كانت مظلمة. فأضأت الأنوار لأجد نرمين تجلس على الأرض وبجوارها عربة أطفال بها سديم التى ألتقطتها وأنا أصرخ فرحا أن أبنتى معى. لم أكن أدرى ماذا أقول أو ماذا أفعل ولكن الفرح كان يغمرنى كلى وأستيقظت من النوم والفرحة تهزنى كلى والسعادة والأبتسامة ترتسم على وجهى والدموع تنهمرمن عيناى.
هذه الرؤيا هى أول مرة أرى على وسديم بهذا القرب وهذا الوضوح منذ تركتهما أخر مرة بهدرزفيلد فى أكتوبر 2006. علمت أن الله سيردهما لى قريبا.

أنى دائم الدعاء ان يرد الله علىّ أولادى سالمين غانمين. وأنا واثق من كرم الله وأنه لن يخيب رجائى.

٢٠٠٨/٠٣/١٤

تأجيل العزاء ... وبارك الله فيكم

أحبائى على وسديم:

كنت أنوى أن أتقبل من كل من هم حولى العزاء لغيابكما عنى وغيابى عنكما لمدة 500 يوما, ولكنى سافرت ولم أعد الى مصر كما كان مقررا حتى الآن. وبمجرد معرفتى بميعاد عودتى سأحدد ميعاد آخر للعزاء حتى أتيح الفرصة لكل من هم حولى وكل من يناصرونى فى حقى فيكم ويناصرونكما فى حقكما فى حتى يعبروا عن مشاعرهم ويقدموا للعالم صورة قوية فى المساندة والتعاون للخير.

وأنى أشكر كل المهتمين بقضيتكما وقضايا أطفالنا الميتمين وجزاهم الله كل الخير وعافاهم من بلاء تيتيم أبنائهم فهو أبتلاء شديد.

اللهم أرزقنا الصبر على هذا البلاء وعلمنا الحكمة وهب لنا نورا يضئ طريقنا وأرزقنا الجنة يارب العالمين