٢٠٠٨/٠٩/١٣

دكتور أحمد .. سينصرك الله نصرا مبينا .. ولكن رجائى ألا تنتقم



كنت مع صديق لى فى زيارة لمهرجان التمور فى الرياض. كان المنظر رائعا . لم أرى فى حياتى هذا العدد من أماكن بيع التمور تحت سقف واحد. وفى طريق عودتنا توقف صديقى ليأخذ أطفاله من بيت أقارب له. وجاءت طفلته الرائعة ويملأ وجهها أبتسامة تضئ أى قلب مظلم. فرحت بها وفرحت بطلتها وكالعادة ذكرتنى بأبنتى سديم فأنا لم أرى صغيرتى فيما يقرب من العامين. وفجأة وجدت فى نفسى شغف شديد لأولادى جميعا. فأنا أفتقدهم وأفتقد أن أمضى أوقاتى معهم وأفتقد أنهم يبعدون عنى آلاف الأميال. بعضهم قصرا وبعضهم أختيارا ولكنى فى جميع الأحوال أفتقدهم معى وحولى. هذا الشعور أبوى طبيعى. لا أنكره على نفسى ولكنه أحيانا مايكون حزين للغاية. وكنت أحمد الله طوال الطريق على مارزقنى به من قوة ومن قدرة على التعامل مع ما قامت به زوجتى نرمين وأبيها يمانى درويش من حرمانى من أطفالى ومن أغراقى بسيل من الأدعاءات والأكاذيب ومن تدمير لكل ما بنيته فى حياتى من أعمال , كنت أفكر فى الله وكيف مكننى من التعامل مع كل هذه المتغيرات التى واجهتها فجأة عندما أوقفت فى مطار هيثرو فى 23 نوفمبر 2006. كنت صامتا وكل هذه الأفكار تدور بداخلى واذا بصديقى يقول لى " دكتور أحمد .. سينصرك الله نصرا مبينا .. ولكن رجائى ألا تنتقم " أستوقفتنى الكلمات وكأنه يسمع أو يرى ما يدور بداخلى. فقلت له والله لن أنتقم . والله لن أنتقم. لأنى لو أردت ذلك لكنت فعلته ولم أكن لأنتظر كل هذا الوقت. ولكنى على يقين أن الله سينتقم أشذ الأنتقام من نرمين ومن أبيها يمانى درويش. فأنا فى أنتظار وعد الله بنصر المظلوم ولن يخلف الله وعده. ومهما أنتقمت فلن يكون أنتقامى أشد من أنتقام الله. فهو يعلم الحق وهو يعلم كذب الكذابين.

ويشتد حنينى الى أولادى وأطفالى. وكلما يشتد ذلك الحنين أعلم أن نصر الله قريب. وكلما يشتد ذلك الحنين أتوجه الى الله سبحانه وتعالى أن يرد على أولادى جميعا. وعسى الله أن يأتينى بهم جميعا. وكلما أشتد ذلك الحنين أدركت كيف يدربنى الله عزوجل علا التعلق به وعلى أن الدنيا دار اختبار وأنها ليست دار أستقرار. فأحبب من شأت فأنك مفارقه. وكأنى أتدرب عليها كل يوم. وأنا أحمد الله أن أكرمنى بهذا التدريب وأعزنى بفضله حيث خانتنى أقرب أنسانة لى ورزقنى من فضله وكرمه حيث طعننى أقرب من حولى.

فأنأ اليوم أشد عودا وأكثر صلابة وأثقب رؤية.

أحمد الدملاوى




٢٠٠٨/٠٩/٠١

كسر الحصار وبداية رمضان

حرية الفكر وحرية الفعل والأخلاص فى التعبير هو ما خلصت به من زيارة "كسر الحصار" التى قام بها 44 ناشطا من 14 دولة غربية على متن سفينتين خشبيتين. ولقد ضمت مجموعة النشطاء الأحرار راهبة نصرانية عمرها 81 عاما. عندما رأيتها على شاشة الجزيرة أيقنت أن فطرة الله التى فطر الناس عليها هى الخير. فلم تجد هذه السيدة الرائعة سببا يمنعها من المشاركة. فهى ترى أنها تقف للحق وكذلك هى لاترى أن عمرها يمنعها من تلك المغامرات البحرية كما يمكن أن يراها البعض. ولم ترى تلك السيدة الرائعة أن المحاصرين عرب بل وأغلبهم من المسلمين وهى راهبة نصرانية أمريكية. لقد رأت فيهم أدميين مهدورى الحق بلا ناصر وبلا مساند. أبت الراهبة الرائعة ذات الواحد والثمانون عاما إلا أن تقف ضد الظلم وأن تعرض نفسها للموت بالدخول فى مغامرة بكل المقاييس لايمكن حساب نتائجها. ففطرتها الرائعة وانسانيتها القوية أبت الا ان تشارك وتساهم فى تحرير شعب مسجون قصرا فى أرضه.

ومن خلال دراستى للسلوك البشرى فهذه السيدة تعيش الآن أقوى لحظات عمرها. فهى تحقق ما تؤمن به ولا تتردد فى ذلك. ولاترى فى الظروف المحيطة سببا كافيا للتوقف أو التراجع.

بلا شك فان صورة تلك المرأة وصور كل من كانوا معها أكدت لى أن الحق أحق أن يتبع. فأنا أبحث عن أولادى. نعم أولادى. على أحمد الدملاوى وسديم أحمد الدملاوى. أبحث عنهم ولم أصل لهم حتى الآن. فالقوانين الظالمة فى مصر وفى بريطانيا تحول بينى وبينهم. لقد أستغلت زوجتى (حتى الآن شرعا) نرمين فرصة فساد القوانين حتى تحرم أولادى منى وتحرمنى من أولادى. فأن كانت تلك الراهبة لها هذا الموقف الحر من أبناء غزة فأنا أيضا لن يتغير موقفى وبحثى ومحاولاتى لأصل الى أولادى. ومهما كان الظلم ظلاما دامسا فشمعة صغيرة قادرة على أزالته فورا.

لقد تعلمت فى هذه التجربة أعظم درس فى حياتى. لقد تعلمت أن أقف لمساند أطفالنا جميعا وليس لمساندة أطفالى فقط. فلقد بدأت حركة الميتم لدعم حقوق الأطفال المحرومين عمدا من أحد والديهم. وفى المرحلة الماضية تغلب شوقى وحنانى الى أولادى على مجهودى فى بناء هذه الحركة ولكنى مستمر فى دعم تلك الحركة وفى التآخى مع المنظمات المشابهة فى النشاط فى بريطانيا وأوروبا وأمريكا وفى أى مكان فى العالم. ولن أتنازل عن حقوق أطفالى ولن أتنازل عن حقوق الأطفال فى كل مكان وسيكون كل طفل لى هو على أحمد الدملاوى وستكون كل طفلة لى هى سديم أحمد الدملاوى.

وكسر الحصار وبداية رمضان يأتيان فى غضون أيام قليلة من بعضهما. فلعلها أشارة بأن رمضان يأتينا ومعه الفرج ومعه يعود الميتمان الى والدهما ويفرح أبيها بأطفاله كما فرح أهل غزة بقدوم من يسأل عنهم فى وسط هذا الظلم والحصار.

عسى الله أن يأتينى بهم جميعا

أحمد الدملاوى