٢٠٠٨/١٢/٣٠

من يقتل الأطفال بالسلاح أو من يقتل بالغدر والكذب والخيانة

استشهدت الطفلتان لما طلال حمدان البالغة 4 اعوام وشقيقتها هيا 11 عاما بينما كانتا على عربة يجرها حمار في بلدة بيت حانون (شمال قطاع غزة) عندماأطلقت طائرة إسرائيلية صاروخا تجاههما. هكذا ورد الخبر فى وكالات الأنباء. ولقد رأيت الطفلتان ملفوفتان بأكفانهما على قناة الجزيرة. طفلتان بهذا العمر تقتلان بلا سبب ولا ذنب. فهذا قدر أطفالنا أن يقتلوا ويحرموا من أبائهم بلا ذنب أرتكبوه ولا جرم أثموه. وقبل بضع أسابيع قتل عشرات الأطفال فى غارة لحلف الناتو على بيت صغير فى قرية فى غرب أفغانستان ومات أكثر من 60 طفلا وأمرأة. وإذا وقفنا مكتوفين الأيدى سيقتل أطفالنا فى القاهرة أو الأسكندرية أو عمان أو دمشق أو الرياض. سيقتل أطفالنا بلا ذنب لهم سوى أنهم أطفالنا وليسوا أطفال كوهين الأسرائيلى أو جون الأمريكى أو واتنابى اليابانى. هكذا أرى مانحن عليه الآن من خطر. فأعدائنا يحاربونا بلا هوادة ولارحمة بكل أنواع أسلحة الدمار. بعضها يقتل فى وضح النهار كما حدث فى غزة لهيا ولما وتحرير وسمر وإكرام ودينا وجواهر. وبعضهم يقتل بهدوء بدم بارد كما يفعل بطفلاى على أحمد الدملاوى وسديم أحمد الدملاوى. فالشرطة البريطانية تدعم نرمين يمانى درويش زوجتى و أمهما التى خطفتهما وأختفت بهما منذ أكثر من عامين وكذلك فالقوانين فى مصر لا تجرمها. هكذا يقتل طفلاى بحرمانهما من أسرة كريمة ومن أب محب وأحاطتهما فى بيئة كلها كذب ونفاق. حسبى الله ونعم الوكيل فى كل من يقتل الأطفال بالسلاح أو من يقتل بالغذر والكذب والخيانة.

وقد يرى بعض القراء أنى أزج بتجربتى وحرمان أولادى من أبيهم بقوة القانون فى بريطانيا وفى مصر بما يحدث فى غزة حيث يحرم الأباء من أبنائهم بالقتل بدم بارد, لأن ما يحدث فى غزة أصعب بكثير من أن يقارن بما حدث لى ولأمثالى. وأنا هنا أحترم وجهة نظرهم ولكنى أتمنى أن يتسع صدركم لحديثى حتى يمكننى أن أريكم ما أرى .
فأنا أرى أن القوانين التى صيغت فى مصر لتحول الأب الى أداة تلقيح لمن يتزوجها وتحرمه تماما من أى حق يمكن تفعيله لأن يكون ابا لأطفاله بحجة أن الأم أكثر رحمة وحنان وعطف وأنها المظلومة بقسوة هذا الرجل وأنها على مر التاريخ قد حرمت من حقوقها وقد آن الأوان لتنتصر المراة من ذلك الرجل الذى لا تعنى ولايته على أولاده شئ ولا تعنى قوامته شئ, أرى هذه القوانين وكأنها غزوا مدمرا لبيوتنا من الداخل ليحولها الى تراب يفقد فيه الأطفال بيتا وأسرة ونموا نفسيا طبيعيا. فأنا أرى أن الغرب قد غزانا منذ زمن بفرض تلك الفوانين المدمرة لأسرنا وأن من يؤيدون وينصرون أسلحة دمار الأسرة الشاملة المتمثلة فى تلك القوانين وفى نظام تطبيقها هم نفسهم من يؤيدون ويدعمون قتل أطفال غزة بحجة أحترام القوانين والأتفاقيات التى لا تطبق إلا على أطفالنا وأهالينا.
أرجو أن تروا مأراه أن الغزو واحد وأشكاله مختلفة والقتلى هم أطفالنا.

حسبى الله ونعم الوكيل

أحمد الدملاوى

جواهر ودينا وسمر وإكرام وتحرير قضين في عمر الزهور



جواهر ودينا وسمر وإكرام وتحرير هن 5 شقيقات قتلن أمس فى غزة أثناء غارة . هل هن أرتكبن أى ذنب؟ لا والله بل كن طاهرات. لقد أذهلنى ما شاهدته وهم يخرجون جثثهن الواحدة تلو الأخرى من تحت ركام حائط منزلهن المنهار عليهن. وأنا على يقين أن ربى عز وجل سيدخلهن فسيح جناته ولكن ما هز كيانى هو الأب المكلوم فى بناته والأم التى تتحدث عن ألم الفراق. لا أدعى أن تجربتى وفراق طفلاى على وسديم بهذه البشاعة ولكنى أستطيع أن أدرك ما يشعر به أبو تحرير من ألم وما تشعر به أم جواهر من لوعة فراق لبناتها.
 
لقد هالتنى صورة جثامينهن ملفوفة بالبياض ومرصوصة بجوار بعضها والصغيرة فوق أخواتها فبدأت أكتب وأشعر بالألم ولكنى الكلمات متجمدة تماما. لا تحضرنى سوى أبسط المفردات وأشعر بعجز عن تذكر أى وصف أو تشبيه أو مرادفة لأعبر عما أشعر به. ولذا كتبت ما أنا فيه من حال بدلا من التوقف تماما عن الكتابة.

لقد تعودت فيما مضى من حياتى أن أكون لطيفا أو قل مؤدبا عندما أقابل من يحملون جنسية اسرائيل. ولكنى أدركت أن هذا الموقف لا يعبر عنى بعد اليوم. فلن أكون إلا داعية لعودة حقوقنا كاملة وعودة فلسطين والأقصى لحكم الله ولتخليصهما من دنس هؤلاء المتطرفين من أعداء الله. وأنا على يقين اننا جميعا كعرب ومسلمين مستهدفين من هؤلاء القتلة. فالسلام عندهم هو قتلنا جميعا. وأنا هنا أعنى هذه الكلمة تماما. فسلامهم هو قتل أطفالنا ونسائنا ورجالنا جميعا عن بكرة أبيهم. فهم يعتقدون أن قتل العربى و المسلم أقل أهمية من ذبح بقرة.

ولا يسعنى فى هذا المقام الا أن أدعوا الله لهن بأن يدخلهن فيسح جناته وأن ينزل السكينة والقبول والرضا على قلب الأب والأم . وأنا أعد جواهر ودينا وسمر وإكرام وتحرير أنى من الآن لن أتنازل عن حقهن وحق كل أطفالنا فى حياة آمنة كريمة فى أحضان أسرة محبة. وأنا هنا أعد طفلاى على وسديم بأن أستمر فى البحث عنهما حتى أن أصل أليهما. وأعدهما أيضا أنى لن أتوقف حتى أكون لهما أبا محبا مربيا وموجها . وأعد نفسى ألا أتنازل عن حقوق أولادى وأن أسعد دائما برضاى عن كل ما يقدمه الله لى. فكل ما يأتى من الله خير وحسبنا الله ونعم الوكيل.

أحمد الدملاوى




٢٠٠٨/١٢/٢٧

أطفال غزة يقتلون ,, حسبى الله ونعم الوكيل

قتل أطفال غزة بدم بارد يدمى قلبى. تنهمر الدموع من عينى ويتفطر قلبى. فأنا أراهم أطفالى. فقدانى لعلى وسديم منذ أكثر من عامين علمنى ما يعنيه فقدان الأب لأطفاله. فأنا أشعر بذلك الأب الذى يرى أطفاله تحت الركام بلا حراك. أراه وهو عاجز عن الحركة وليس له الا أن يلجأ الى الله بقلبه ولسانه ليعوضه عن مصابه وفداحة ألآمه. فيصرخ الى ربه يا الله يا آلله يا الله. والله أشعر بقلب هذا الأب وأرى هذه الأم والجمود يحجر أجسادهما ولم يبق لهما غير قلب نابض يضخ الألم فى أجسادهما. أسأل الله أن يعوضهما وينصرهما وحسبنا جميعا الله ونعم الوكيل

أحمد الدملاوى

٢٠٠٨/١٠/٠٧

ذبيب النمله السوداء على صخرة الصماء في الليلة الظلماء


كنت أفكر فى النفاق والخيانة فوجدت تلك الكلمات فى رسالة الكترونية وأحببت أن تشاركوننى فيها. وهذه الكلمات لا تقدم حلا ولكنها تصف ظاهرة. ومن السهل جدا أن نسلك نحن ما تصفه تلك الكلمات وأن نكون تلك الكلمات. فان النفاق يسرى فى القلوب كذبيب النمله السوداء على صخرة الصماء في الليلة الظلماء. فلا يعلم به فى حينه الا الله. ولا يدركه الا المتقون. فلنستعيذ بالله من النفاق ولينقذنا الله من المنافقين.




لا تقاس الطيبة ببشاشة الوجه
فهناك قلوب تصطنع البياض
فهناك من يجيد تصنع الطيبة
ويخبئ بين زواياه خبثاً وريبة
*******
لا يقاس الجمال بالمظهر
ومن الخطأ الاعتماد عليه فقط..
فقد يكون خلف جمال المظهر قبح جوهر

*******
لا تقاس حلاوة الإنسان بحلاوة اللسان
فكم من كلمات لطاف حسان
يكمن بين حروفها سم ثعبان
فنحن في زمن اختلط الحابل بالنابل..
في زمن صرنا نخاف الصدق
ونصعد على أكتاف الكذب
*******
لا يقاس الحنان بالأحضان
هناك من يضمك بين أحضانه
ويطعنك من الخلف بخنجر الخيانه
والفرق شاسع ومدفون
بين المعلن والمكنون
*******
لا تقاس السعادة بكثرة الضحك
هناك من يلبس قناع الابتسامة
وتحت القناع حزن دفين وغصات ألم وأنين
*******
لا تقاس الحياة بنبض القلوب
فهناك من قلبه تعفن داخل أضلعه
وهناك من مات ضميره وودعه
وعلى الضفة الأخرى آخر كتمت أنفاسه
وثالث قتل إحساسه مقبرته
في عينيه شاهد حزن عليه

*******
لا يقاس البياض بالنقاء ولا السواد بالخبث
فالكفن أبيض والكحل لونه أسود
وبينهما يسكن الفرق
*******
لا تقاس العقول بالأعمار
فكم من صغيرعقله بارع
وكم من كبير عقله خاوي فارغ

*******

منقولة عن السيدة نجوى البلتاجى

أحمد الدملاوى

٢٠٠٨/١٠/٠١

وانا أخترت أن أعيش فى هدوء وراحة

دعانى أخ وصديق عزيز بالأمس لأقضى معه ومع عائلته أول أيام عيد الفطر المبارك. وكأحد العادات الرائعة لأهل نجد فالعائلة كلها والأعمام وأبناء الأعمام والأحفاد تلتقى فيما يسمونه أستراحة. والأستراحة تتكون من ملعب مزود بقاعة كبيرة أو قاعتين للأجتماع ومطبخ ودورة مياه. والأستراحة تتسع على الأقل لخمسين شخص. وهناك أستراحة ملحقة بها ومشابهة تماما للسيدات. فكنا نسمع دق دفوف من جهة أستراحة السيدات. وكان الأطفال يلعبون ويجرون بين الأستراحتين المفصولتين من خلال باب داخلى.وكان الشباب يلعبون الكرة ورأيت أهداف رائعة ورأيت حب وتفاعل كبير ملأ قلبى بالدفء والراحة.

وكنت أتابع المبارة وأسمع صوت الطائرات وأشاهدها وهى تمر فوقى تماما فى الخطوة النهائية لهبوطها بمطار الملك خالد الدولى. وكنت أنظر للطائرات بأعجاب شديد وتذكرت أبنى على وكيف تعلو الفرحة وجهه عندما يرى الطائرات ليتابعها ولا يستطيع رفع عينيه عنها حتى تختفى. فصغيرى على أكثر أولادى شبها بى وقد أخذ عنى شغفى بالطيران والطائرات. وكان الرجال يتحدثون ويتندرون بذكرياتهم وذكريات الأعمام والأحوال القديمة التى يسمعها الجميع بأهتمام ويأخذ كل من حضر أى قصة منها أو كان قد سمع عنها قبلا فى سرد ما رآه أو ما سمعه من رواية أخرى ويضحك الجميع على تلك المواقف الطريفة المليئة بالحب والذكريات الطيبة. وكنت أنا الشخص الوحيد الذى لا أحمل أسم العائلة ولكنى شرفت وسعدت بأن أكون معهم وواحدا منهم وأن يقبلونى معهم كأخ وصديق.

وقبل نهاية السهرة أغمضت عيناى وأستغرقت فى ثبات عميق , فاذا بصديقى يوقظنى بلطف ويعرض على أن يعود بى الى بيتى. وكانت فكرة جيدة حيث كنت مرهقا ولم أنم ليلة العيد إلا سويعات قليلة. وفى الطريق أخذنا نتجاذب أطراف الحديث و أخذ صديقى يحكى لى عن أولاده وعائلته والتحديات التى يواجهها كأب وزوج مخلص ومحب وكقائد عائلة رائع يهتم بكل ما يسعد من حوله من أولاده وزوجته وأخوانه وعائلته. وأنا أستمتع كثيرا بمشاركات صديقى لأنى أرى فيها رجولة وأسرة وأولاد وحب وأخلاص وأرى ما يعترض تلك المسيرة الرائعة من عوائق نمو وتطور طبيعية وأنظر فيها أيضا الى نفسى وأولادى وعائلتى وما أمر به وما أحب أن أحققه لى ولأولادى ولأسرتى.

وفوجئت بصديقى يوجه الى الحديث قائلا " لقد أكرمك الله كثيرا, فأنا لم أرك بهذه الطمأنينة والهدوء منذ أن عرفتك. الحمد لله أنت فى خير كبير" فقلت له كيف ترى هذا؟ فقال لى " نادرا ما كنت أراك هكذا هادئا وفى حالة أمان مع نفسك لدرجة أنى أطمأننت عنك من أحمد المسئول عن الضيافة حيث تعيش - وهو رجل من الهند رفيع الخلق وشديد الزكاء - فقال لى أنك هادئ وأنك لم تعد عصبيا كما كنت قبل ان تعود هذه المرة الى المملكة". أثارت الكلمات داخلى ذكريات كثيرة قديمة وأخذت أتذكر ما كنت عليه وما أنا عليه الآن. فتذكرت ذلك الشخص المتوتر والقلق دائما. تذكرت الخوف من المستقبل والقلق من الحاضر.

تذكرت قلقى على عملى وعلى رزقى وتذكرت قلقى على نرمين زوجتى وقلقى من ردود أفعالها وقلقى على أولادى وهن بنات يعشن بمفردهن فى مصر. تذكرت قلقى على أبنى عمر الذى لم أراه كثيرا منذ ولد ولكثرة أسفارى. وتذكرت خوفى من المستقبل ومما يحمله. تذكرت خوفى من التصرفات الغير منطقية والغير مبررة لنرمين زوجتى. تذكرت خوفى من أن أفشل فى نشاطى الجديد فى بريطانيا و أن يضيع ما أستثمرته من وقت ومجهود ومال. كنت دائما خائف وقلق. وبالمقارنة فأنا الحمد الله مطمئن وهادئ. فلقد تعلمت ألا أرى الا الخير. فكل ما يأتى من الله خير. فاذا رأيت ما يأتينى شرا فأصلح نفسى لأنى ما رأيته شرا الا لقصور فى رؤيتى للأمور ولوهن فى علاقتى مع نفسى. وعندما أصاب بهذا القصور فى الرؤية والوهن فى علاقتى مع نفسى أعود الى خالقى فأجد عنده السكينة والهدوء والأمان حينها تعود لى رؤيتى وحينها تقوى علاقتى بنفسى. فهو من بيده كل شئ وأنا عبدا ضعيفا ليس بيدى أية شئ. أنا بيدى أن أختار وأن أعيش أختيارى. وانا أخترت أن أعيش فى هدوء وراحة وأخترت أن أوفر لأولادى أبا يجدونه عندما يريدونه وأن يجدهم عندما يحرمون منه وعسى الله أن يأتينى بهم جميعا.


أحمد الدملاوى






٢٠٠٨/٠٩/١٣

دكتور أحمد .. سينصرك الله نصرا مبينا .. ولكن رجائى ألا تنتقم



كنت مع صديق لى فى زيارة لمهرجان التمور فى الرياض. كان المنظر رائعا . لم أرى فى حياتى هذا العدد من أماكن بيع التمور تحت سقف واحد. وفى طريق عودتنا توقف صديقى ليأخذ أطفاله من بيت أقارب له. وجاءت طفلته الرائعة ويملأ وجهها أبتسامة تضئ أى قلب مظلم. فرحت بها وفرحت بطلتها وكالعادة ذكرتنى بأبنتى سديم فأنا لم أرى صغيرتى فيما يقرب من العامين. وفجأة وجدت فى نفسى شغف شديد لأولادى جميعا. فأنا أفتقدهم وأفتقد أن أمضى أوقاتى معهم وأفتقد أنهم يبعدون عنى آلاف الأميال. بعضهم قصرا وبعضهم أختيارا ولكنى فى جميع الأحوال أفتقدهم معى وحولى. هذا الشعور أبوى طبيعى. لا أنكره على نفسى ولكنه أحيانا مايكون حزين للغاية. وكنت أحمد الله طوال الطريق على مارزقنى به من قوة ومن قدرة على التعامل مع ما قامت به زوجتى نرمين وأبيها يمانى درويش من حرمانى من أطفالى ومن أغراقى بسيل من الأدعاءات والأكاذيب ومن تدمير لكل ما بنيته فى حياتى من أعمال , كنت أفكر فى الله وكيف مكننى من التعامل مع كل هذه المتغيرات التى واجهتها فجأة عندما أوقفت فى مطار هيثرو فى 23 نوفمبر 2006. كنت صامتا وكل هذه الأفكار تدور بداخلى واذا بصديقى يقول لى " دكتور أحمد .. سينصرك الله نصرا مبينا .. ولكن رجائى ألا تنتقم " أستوقفتنى الكلمات وكأنه يسمع أو يرى ما يدور بداخلى. فقلت له والله لن أنتقم . والله لن أنتقم. لأنى لو أردت ذلك لكنت فعلته ولم أكن لأنتظر كل هذا الوقت. ولكنى على يقين أن الله سينتقم أشذ الأنتقام من نرمين ومن أبيها يمانى درويش. فأنا فى أنتظار وعد الله بنصر المظلوم ولن يخلف الله وعده. ومهما أنتقمت فلن يكون أنتقامى أشد من أنتقام الله. فهو يعلم الحق وهو يعلم كذب الكذابين.

ويشتد حنينى الى أولادى وأطفالى. وكلما يشتد ذلك الحنين أعلم أن نصر الله قريب. وكلما يشتد ذلك الحنين أتوجه الى الله سبحانه وتعالى أن يرد على أولادى جميعا. وعسى الله أن يأتينى بهم جميعا. وكلما أشتد ذلك الحنين أدركت كيف يدربنى الله عزوجل علا التعلق به وعلى أن الدنيا دار اختبار وأنها ليست دار أستقرار. فأحبب من شأت فأنك مفارقه. وكأنى أتدرب عليها كل يوم. وأنا أحمد الله أن أكرمنى بهذا التدريب وأعزنى بفضله حيث خانتنى أقرب أنسانة لى ورزقنى من فضله وكرمه حيث طعننى أقرب من حولى.

فأنأ اليوم أشد عودا وأكثر صلابة وأثقب رؤية.

أحمد الدملاوى




٢٠٠٨/٠٩/٠١

كسر الحصار وبداية رمضان

حرية الفكر وحرية الفعل والأخلاص فى التعبير هو ما خلصت به من زيارة "كسر الحصار" التى قام بها 44 ناشطا من 14 دولة غربية على متن سفينتين خشبيتين. ولقد ضمت مجموعة النشطاء الأحرار راهبة نصرانية عمرها 81 عاما. عندما رأيتها على شاشة الجزيرة أيقنت أن فطرة الله التى فطر الناس عليها هى الخير. فلم تجد هذه السيدة الرائعة سببا يمنعها من المشاركة. فهى ترى أنها تقف للحق وكذلك هى لاترى أن عمرها يمنعها من تلك المغامرات البحرية كما يمكن أن يراها البعض. ولم ترى تلك السيدة الرائعة أن المحاصرين عرب بل وأغلبهم من المسلمين وهى راهبة نصرانية أمريكية. لقد رأت فيهم أدميين مهدورى الحق بلا ناصر وبلا مساند. أبت الراهبة الرائعة ذات الواحد والثمانون عاما إلا أن تقف ضد الظلم وأن تعرض نفسها للموت بالدخول فى مغامرة بكل المقاييس لايمكن حساب نتائجها. ففطرتها الرائعة وانسانيتها القوية أبت الا ان تشارك وتساهم فى تحرير شعب مسجون قصرا فى أرضه.

ومن خلال دراستى للسلوك البشرى فهذه السيدة تعيش الآن أقوى لحظات عمرها. فهى تحقق ما تؤمن به ولا تتردد فى ذلك. ولاترى فى الظروف المحيطة سببا كافيا للتوقف أو التراجع.

بلا شك فان صورة تلك المرأة وصور كل من كانوا معها أكدت لى أن الحق أحق أن يتبع. فأنا أبحث عن أولادى. نعم أولادى. على أحمد الدملاوى وسديم أحمد الدملاوى. أبحث عنهم ولم أصل لهم حتى الآن. فالقوانين الظالمة فى مصر وفى بريطانيا تحول بينى وبينهم. لقد أستغلت زوجتى (حتى الآن شرعا) نرمين فرصة فساد القوانين حتى تحرم أولادى منى وتحرمنى من أولادى. فأن كانت تلك الراهبة لها هذا الموقف الحر من أبناء غزة فأنا أيضا لن يتغير موقفى وبحثى ومحاولاتى لأصل الى أولادى. ومهما كان الظلم ظلاما دامسا فشمعة صغيرة قادرة على أزالته فورا.

لقد تعلمت فى هذه التجربة أعظم درس فى حياتى. لقد تعلمت أن أقف لمساند أطفالنا جميعا وليس لمساندة أطفالى فقط. فلقد بدأت حركة الميتم لدعم حقوق الأطفال المحرومين عمدا من أحد والديهم. وفى المرحلة الماضية تغلب شوقى وحنانى الى أولادى على مجهودى فى بناء هذه الحركة ولكنى مستمر فى دعم تلك الحركة وفى التآخى مع المنظمات المشابهة فى النشاط فى بريطانيا وأوروبا وأمريكا وفى أى مكان فى العالم. ولن أتنازل عن حقوق أطفالى ولن أتنازل عن حقوق الأطفال فى كل مكان وسيكون كل طفل لى هو على أحمد الدملاوى وستكون كل طفلة لى هى سديم أحمد الدملاوى.

وكسر الحصار وبداية رمضان يأتيان فى غضون أيام قليلة من بعضهما. فلعلها أشارة بأن رمضان يأتينا ومعه الفرج ومعه يعود الميتمان الى والدهما ويفرح أبيها بأطفاله كما فرح أهل غزة بقدوم من يسأل عنهم فى وسط هذا الظلم والحصار.

عسى الله أن يأتينى بهم جميعا

أحمد الدملاوى


٢٠٠٨/٠٨/٢٤

هل أعاقب لأنى رجل مصرى مسلم ؟

تلاعب الشرطة البريطانية لتغطية أحدات قتل الشاب البرازيلى لمجرد أن له ملامح عربية


يقترب شهر رمضان وتزداد مشاعرى تأججا . وأتذكر أبنتى سديم وأتذكر وجهها وأبتسامتها. وأتذكر ابنى على وأتذكر أبتسامته عندما أغنى له " أبو علوة السكرة .. أبو ضحكة منورة" . وأتذكر كل أولادى الستة. فأنا أفتقدهم جميعا. فعلى وسديم خطفتهما أمهما نرمين يمانى منذ ما يقرب من العامين وليلى وغادة مسافرتان للدراسة وهالة وعمر فى مصر ولكن معظم وقتى فى الرياض.

منذ عامان كنت مقيم فى بريطانيا وكنت أفتقد أولادى كثيرا لسفرى وبذلت مجهود مضنى حتى ينجح عملى فى بريطانيا وفى مصر وحتى أستطيع أن أضم أسرتى الصغيرة من زوجتى نرمين وطفلاى على وسديم وحتى أتمكن من توفير المقام لأولادى الأربعة ليقيموا فى بريطانيا حيث أسعد بوجود أولادى كلهم بجوارى. وقد تعبت كثيرا لأحقق هذا الهدف فكانت مشاعرى تولد بداخلى طاقة عظيمة لكى أنجح وأستمر حتى أحقق حلمى. وكنت أرى الحلم يقترب ولكن نرمين ما أن أدركت أنى بدأت فى تحقيق هذا الحلم ما كان منها الا الثورة العارمة والأتهامات الباطلة وتدمير كل ما بنيته وتحطيم أسرتى الصغيرة نفسها.

لقد كذبت نرمين وأتهمتنى بالعنف ضدها وضد أولادى ونجحت فى أستخدام الشرطة البريطانية لاأستصدار وثيقة تؤكد زيفا صدق أتهمامتها. فالشرطة البريطانية كما هو متوقع أكدت توجهاتها العنصرية ضدى كرجل. فالشرطة البريطانية تؤكد كذب نرمين بوثيقة لمجرد أنها أمرأة تتهم رجل. وبالطبع فكونى عربى مسلم يجعل من أتهامى بالعنف أمر مسلم به. فأتهام الرجل العربى المسلم بالعنف والتطرف أمر مقبول جدا لدى السلطات البريطانية بدون أي دليل. وقد بلغت الوقاحة بالشرطة البريطانية أن أكدوا لى فى رسائلهم أنه ليست لديهم أية أتهامات ضدى أو أدلة ضدى ولكنهم يؤكدون الأتهامات الباطلة ضدى لمساعدة نرمين بغض النظر عن طبيعة هذه الأتهامات.

وماكان من نرمين وأبيها يمانى درويش هداهم الله إلا استخدام الباطل والبهتان فى القوانين البريطانية وقوانين الأسرة فى مصر لحرمانى من أولادى على وسديم. فأنا لم يرانى أطفالى منذ مايقرب من عامين ولا أعلم عنهما شيئا. وهذا الحرمان المتعمد لأولادى منى يؤلمنى كثيرا.
ولكن هيهات فأنا على الحق وهم على الباطل. وسينتصر الحق وسيعود أولادى الى أبيهم. لا شك عندى فى عودة على وسديم. فالسبل للوصول الى حق أولادى فى أبيهم متعددة وكثيرة ولن أعدم الوسيلة ولن يخزلنى الله فى الأنتصار لحق طفلاى.

وأنى أحمد الله سبحانه وتعالى على هذا الأختبار فالشرطة البريطانية لم تقتلنى كما فعلت بالسيد ديمنزيز. ذلك الشاب البرازيلى الجنسية ذو الملامح العربية. ولم أنهار بخيانة نرمين ولم أسجن كما كان يسعى بدأب يمانى درويش بالكذب والبهتان . فأنا الآن أكثر قوة من ذى قبل وأكثر أيمانا بأهدافى من ذى قبل وأكثر يقينا بالله من ذى قبل. وقد أبدلنى الله بريطانيا باحسن منها. لقد رزقنى الله بأخوة وعمل ووطن هو مقام نبيه محمد صلى الله عليه وسلم. فهذه الأرض هى خير الأرض. فشكرا لك يا نرمين فقد قدمت لى بأيذائك لى الكثير ومن النعم ما لا أستطيع أحصائه. فالحمد لله الذى أبدل الأذى بالخير وأبدل الوطن بوطن حبيبه صلى الله عليه وسلم وأبدل الأهل بخير أهل. وأبدل العمل بما أحب أن أعمل. فأنا أعمل ما أحب ولا أختلط إلا بمن أحب أن أختلط بهم. فالحمد لله على النعمة. وقد أقتربت من تحقيق حلمى ولقد وعدنى الله بأستجابة الدعاء وقد دعوته أن يرد على أولادى جميعا و أنا على يقين من الأجابة.

عسى الله أن يأتينى بهم جميعا


أحمد الدملاوى

٢٠٠٨/٠٨/١٦

كلنا مسلمون .. رسالتى الى أولادى

كنت مع صديقى العزيز الدكتور يوسف الحوشان وكان الدكتور القرضاوى يتحدث فى قناة الرسالة. فحدثنى الدكتور يوسف عن شاعرية الدكتور القرضاوى وعن قصيدة مسلمون للدكتور القرضاوى كيف كانت من ضمن النصوص المحفوظة للطلاب بالمملكة العربية السعودية. لم أتمالك نفسى من التأثر وترقرقت الدموع فى عينى فهذه القصيدة وكأنها تعبر عما تجيش به نفسى. وتذكرت أولادى فأنا ربيتهم على أخوتنا كمسلمين وأنه ليس هناك فرق بين المسلمين فى أى بلد كانوا. وتأثرت أيضا لأنى لم أوجه هذه الرسالة لصغيرى على. فقمت على الفور لأكتب هذه القصيدة وأهديها له ولكل أولادى لعله يقرأها أو لعلها تقرأ له. وليعرف كل أولادى أن هذه القصيدة هى قصيدتى التى تعبر عما أعتقده وأدعوا الله أن تكون قصيدتهم أيضا.

مسلمون مسلمون مسلمون ... حيث كان الحق والعدل نكون
نرتضي الموت ونابى أن نهون .... في سبيل الله ما أحلى المنون
نحن بالإسلام كنا خير معشر ..... وحكمنا باسمه كسرى وقيصر
وزرعنا العدل في الدنيا فأثمر ... ونشرنا في الورى "الله أكبر"
فاسالوا إن كنتمُ لا تعلمون ..... مسلمون مسلمون مسلمون
سائلوا التاريخ عنَّا ما وعى .... منْ حمى حقَّ فقير ضُيعا
من بنى للعلم صرحا أرفعا .... من أقام الدين والدنيا معا
سائلوه سيجيب: المسلمون .... مسلمون مسلمون مسلمون
نحن بالإيمان أحيينا القلوب .... نحن بالإسلام حررنا الشعوب
نحن بالقرآن قومنا العيوب .... وانطلقنا في الشمال والجنوب
ننشر النور ونمحو كل هون .... مسلمون مسلمون مسلمون .
نحن بالأخلاق نورنا الحياة .... نحن بالتوحيد اعلينا الجباه
نحن بالبتار أدَّبنا الطغاة .... نحن للحق دعاة ورعاة
ذالكم تاريخنا يا سائلون ..... مسلمون مسلمون مسلمون
يا أخي في الهند او في المغرب ... أنا منك ، انت مني ، انت بي
لا تسل عن عنصري عن نسبي .... إنه الإسلام أمي وأبي
إخوة نحن به مؤتلفون .... مسلمون مسلمون مسلمون .
قم نُعد عدل الهداة الراشدين ..... قم نصل مجد الأباة الفاتحين
شقي الناس بدنيا دون دين ..... فلنعدها رحمة للعالمين
لا تقل : كيف فإنا مسلمون .... مسلمون مسلمون مسلمون
يا أخا الإسلام في كل مكان ...... قم نفك القيد قد آن الأوان
واصعد الربوة واهتف بالأذان .... وارفع المصحف دستور الزمان .
واملأ الآفاق : إنـا مسلمون .... مسلمون مسلمون مسلمون

عسى ألله أن يأتينى بهم جميعا

أحمد الدملاوى

٢٠٠٨/٠٨/١١

أولادى الآن وفى المستقبل

أكتب هذه الكلمات وأنا فى غاية التؤثر. ولا أعرف كيف سأبدأ أو أين سأنتهى وكل ما أراه الآن هو حال الدنيا. أرى ما أنا عليه الآن من فقدانى لأولادى و أرى أسرتى بعد 10 سنوات من الآن أرى أولادى كل أولادى وأرى على وسديم وأرى أحفادى حولى. أنا أحب أولادى كثيرا وأعتقد
أنى سأحب أحفادى أكثر. أراهم حولى يأتون ويمكثون معى ويتحدثون عن مشاكلهم وحياتهم ثم يروحون.أرانى أغنى لهم و أرانى متفاعلا معهم ومع مشاكلهم ومع حياتهم ومع أولادهم , فأنا أستمتع بأن أكون لهم. أرانى فى حديقة بيتى الكبير وأحفادى يلعبون حولى وأرانى أنظر لهم بعين مليئة بالحب والحنان ولسان يملأه الدعاء لله أن يوفقهم وأن يبارك فيهم جميعا. أرانى أتابع بأهتمام أخبار المسافر البعيد وكذلك أناقش دائما حقوقهم فى مجتمعاتهم وفى داخل كل أسرة. فأنا شغوف بمصلحة أطفالى ولا أشعر بأى خجل أو ضعف فى أظهار ذلك الشغف. بل على العكس فأنا فخور جدا بكونى أب مهتم بأولاده ولن أتنازل عن هذا الدور ما حييت.

وفى الواقع أنا فى غاية السعادة. فلقد أتصلت بعدد من المحامين فى بريطانيا وذلك بالأضافة الى منظمات لحقوق الأطفال وحقوق الأباء وجهات بريطانية مهتمة بالأطفال الواقعين تحت ظروف مشابهة لعلى وسديم. ولقد أكدوا لى جميعا بلا أستثناء حق على وسديم فى أبيهم.وأوضحوا لى أن القانون البريطانى لا يسمح بأى ممارسات تؤذى الأطفال – حتى وإن لم يدركوها – أو تؤذي أحد الأبوين.

يانرمين .. كفى قسوة وكفى حرمانا لأولادى منى وحرمانا لى من أولادى. يا نرمين كل يوم يمر يضيف الى رصيدك ظلم أكبر وذنب أعظم. ولن ينفعك يا نرمين القصص الكاذبة والتبريرات المغلوطة. وأنا شديد الثقة أنك تعرفين جيدا الحق من الباطل. يمكنك أن تعودى الى الحق فمهما كان ثمن الحق فهو أقل تكلفه من الباطل. أرجعى الى الحق ولاتحرمينى من أولادى فى رمضان وفى العيد ولا تحرمى أولادى منى فى رمضان وفى العيد. أبدأى بفعل الخير فقد يسامح الله فى ما أقترفتيه من ذنب وقد يسامحك العبد اذا طلبت منه السماح بصدق وأخلاص.

اللهم رد على أولادى ..وأقول كما قال نبى الله يعقوب, عسى الله أن يأتينى بهم جميعا

٢٠٠٨/٠٨/٠٨

أولادى .. الوحشة العميقة .. والقوة على المثابرة



أشعر بوحشه شديدة تجاه أولادى. فبدأت فى الكتابة عما أشعر به من حنين تجاههم. فشهر رمضان قادم على الأبواب وكذلك العيد وفى تلك الأيام المباركة يزداد أدراكى بالفراق والوحشة تجاههم, وكنت قد كتبت فى مقالة سابقة عن تأثير العيد على فأنا أرى الأطفال فرحين مع أبائهم وهذا المنظر يسعدنى كثير ويذكرنى بأطفالى الذين لا أعلم أين هما. وتتخبط بداخلى المشاعر المتعارضة. فمنها ما يحدثنى عن ذكريات جميلة ومنها ما يثير بداخلى الحزن لفقد أولادى. ومن الغريب أن هذه التجربة زادتنى صلابة وقوة ووضوح رؤية, فأنا أعرف بوضوح ماذا أريد وأعرف تماما كيف أصل اليه وأرى أولادى فى أحضانى بوضوح شديد وهو ليس حلم ولكنه حقيقة وأنا على بعد أسابيع قليلة من أحضان أولادى ولا شك عندى فى هذا.

ومن المثير لى أن العالم حولى يتفاعل معى فى كل موقف أراه, ففى الصباح قرأت هذه العبارة فى شاشة قناة الجزيرة

يهملونك ثم يسخرون منك ثم يحاربونك ثم تنتصر

فعلمت أن النصر قريب وهو كما يقول أهل نجد

النصر صبر ساعة

وعلمت أن ساعة الصبر قد شارفت على الأنتهاء. والحمد لله على نعمة الألم وعلى أن رزقنى وعلمنى نعمة القوة على التعامل مع هذا الألم.







٢٠٠٨/٠٨/٠٣

نهاية الظالم واحدة .. وشارون دليل حقيقى


عندما فقد أريل شارون الوعى وأنتهى به الأمر الى غيبوبة فى أحد مستشفيات الأحتلال الأسرائيلى , كان جميع المتابعين للأحداث يتوقعون موته بين لحظة أو أخرى. وكنت وقتها فى لندن ودار بينى وبين أحد أصدقائى ويدعى "جيف" حوار حول شارون. وبالطبع تحدثنا عن هذا المجرم القاتل, وكيف أنه قتل الكثيرين بدم بارد وكيف أن الدم لايعنى له شيئا. وهنا قلت للصديق جيف أن يسجل عنى النبوءة التالية:
لن يموت أريل شارون قريبا .. وسيمكث فى الغيبوبة مدة طويلة

فقال لى جيف لماذا تتنبأ بهذا؟ وكيف جئت بهذا التصور لمستقبل شارون؟ فقلت له بمنتهى البساطة "كما تدين تدان" وهذا الرجل قد عذب الكثيرين فى الدنيا ولذا فلن يكون موته كموت أى شخص .. ولكنه سيعانى كثيرا فى الدنيا قبل موته لبلقى ما يليق به من عذاب ربه فى الآخرة. تعجب صديقى ورأيت في عينيه أستغرابا لما قلت له. ولكنى قلت له عندما دار هذا الحديث بيننا منذ أكثر من عامين, أننى قد أخبرته بهذه النبؤة كبرهان على صدق الرؤية فيما ينال الظالمين من عقاب.

وهنا أتوجه الى زوجتى نرمين (وهى شرعا مازالت زوجتى .. وأسألوا أهل الذكر فهذا شرع الله إن كان يعنى شيئا) .. فهى من عرفتنى على جيف. لتسأله عن نبؤتى ولتتأكد بنفسها أن مصير الظالم يمكن لأى شخص التنبأ به.

وأقول لها أن أصرارها على ظلم طفلاى على وسديم بمنعهما عنى وأخبارهم بالكذب عنى لتسئ ذكراى بداخلهم هو ظلم كبير. وأخبرها أيضا أن كل الكذب فيما أخبرته عنى للسلطات فى بريطانيا وفى مصر. وأستغلالها لثقتى بها للزج بى فى السجن بتهم باطلة, وكذلك الكذب فيما تقوله عنى لتبرر تصرفاتها لن ينتهى بها الا الى دمارها فى حياتها الآن وليس لاحقا.
فأنا متأكد أنها تعانى كثيرا من الظروف التى تمر بها. فما أقدمت عليه نرمين من كذب وبهتان كفيل بتدمير الصحة النفسية لأى أنسان وهى والتى أختارت هذا الطريق لترضى مشاعرها فى التملك والتحكم.
وأقول لك يا نرمين عودى الى الله وأندمى على ما فعلتى فى زوجك وما فعلتى فى أولادك وما فعلتى فى نفسك. عودى الى الله فلعل هذه العودة تغفر لك ما قدمت من تصرفات ومن آثام.

أنا لا أكتب هذه السطور لتعودى الى بيت الزوجية, فأنا زاهد تماما فى كل ما يخصك وهذا أقل ما يمكن أن أصف ما أشعر به نحوك. ويمكننا الأتفاق على الطلاق الشرعى عندما أطمأن على أولادى وعلى تربيتهم وعلى تواصلى معهم وعلى مستقبلهم وكذلك عندما أسترجع خسائرى. ولكنى أكتب هذه السطور ليقينى بقرب أنتقام الله منك وأنا على يقين من هذا. وهنا تذكرت على وسديم وكيف أن ألمك يؤلمهم فقررت بعد تردد أن أكتب لك هذه السطور .

واذا كنت تخافى من أنتقامى أنا الشخصى, فأنا لن أنتقم منك نهائيا وذلك لقوله عزوجل" وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ" البقرة 237 وكذلك أكراما لأولادى وليقينى بان حكم الله فيك يكفى وزيادة. ولعلك تستجيبى الى الحق وتطلبى السماح والمغفرة من الله ومن كل من نالهم الأذى على يديك. أنا واثق من ذكائك وأعرف ان بينك وبين نفسك الحقيقة واضحة تماما. فأنت تجيدين التظاهر وتعرفين الحقيقة. فأغتنمى فرصة أن أنتقام الله لم يقع بعد وعودى الى الله وأطلبى العفو منه وممن أخطأت فى حقهم لعلك تنقذى نفسك من عذاب قريب واقع.

اللهم قد بلغت.. اللهم فأشهد
.

٢٠٠٨/٠٧/٣٠

دولة الظلم ودولة الحق .. رادوفان كاراديتش أختار زنزانة مدى الحياة

أستيقظت اليوم على خبر نقل رادوفان كاراديتش الى السجن الخاص بمحكمة مجرمى الحرب بالهيج. وذكرت المذيعة أنه فى حالة تأكيد التهم الموجهة إليه فانه سيقضى باقى عمره فى زنزانة مساحتها 15 متر مربع. ورأيت كيف أنه ينقل بطائرة خاصة الى هولندا حيث سيسجن الى آخر عمره بعد أن يحاكم هناك بجرائم قتل فيها الآلاف من الأبرياء. وهالنى تفاصيل نقله وكيف أن الحكومة الصربية تريد أنهاء أى أرتباط لها مع كاراديتش. لقد تغير الوضع فمنذ سنوات كان هو رئيس جمهورية صرب البوسنة وكانت صربيا التى تنكرت له اليوم تموله بلا قيود بالمال والعتاد والخبرة وكل ما يحتاج له من مساندة نفسية وسياسية. وأنتهز هو هذه الفرصة ليقتل الالاف لتحقيق ما كان يعتقد أن خير له ولأتباعة. وكانت الأنتصارات الملطخة بالدماء باهرة وكان النصر فى يديه. وكان العالم كله ينظر ولا يتحرك. لقد حاصر كاراديتش سراييفو عدة سنوات ولم يتحرك أحد.

ولكن تغير الوضع بأصرار أهل البوسنة على حقوقهم على الرغم من فداحة الخسائر. لم يتنازل أهل البوسنة عن حقهم فى دماء أولادهم وفى أرضهم وفى أموالهم. مرت الأيام والشهور والسنوات وأهل البوسنة أكثر أصرارا لنيل حقوقهم ومعاقبة المجرمين. ومع بداية تحقيق الأنتصارات على الأرض تدخل العالم لوقف المذابح. لم يتدخل أحد عندما كان كاراديتش منتصرا بقتل الأبرياء ولكن تدخل الجميع عندما بدأ أهل البوسنة فى تحقيق الأنتصارات. وهنا هرب كاراديتش وأتباعه. لقد هربوا الى صربيا أو ما كانوا يعتقدون أنه الملاذ الآمن. وأبتدأت تمثيلية البحث عن كاراديتش.

والغريب أن أختيارات كاراديتش هى نفس أختيارات الظلم فى كل موقف. ففى لحظة القوة قتل وتنكيل وتدمير وحصار بلا رحمة. وعند الخوف الهرب الى ما يعتقد أنه ملاذ آمن لينقلب هذا الملاذ الآمن الى سند للحقيقة.

وهنا رأيت نرمين وهى تحرمنى من أبنى على وأبنتى سديم لما بدأ يقترب من العامين. ورأيت كيف تحرم أبنها على من أبيه؟ وكيف تحرم أبنتها سديم من أبيها؟ ورأيت كيف تتهمنى بالغش والخداع فى عملى لتغطية أعمال مشبوهة أقوم بها.

هكذا ابلغت نرمين السلطات البريطاينة. بل وأكثر من هذا فقد أكتشفت فى بلاغها ضدى أن زواجنا كان خدعة كبيرة للوصول الى الأقامة فى بريطانيا حتى أستغل هذه الأقامة فيما أدعت أنى أقوم به من النشاطات المشبوهة والمريبة. وقد ذكرت فى هذه الأتهامات الكثير. وحتى تكمل القصة فقد أقنعت البوليس فى وست يورك شاير بأنها تخاف على نفسها من القتل فى بريطانيا ولذا هربت بالأولاد من بريطانيا الى مصرحينها لسماح السلطات البريطانية لى بالخروج من الحبس الأحتياطى بعد أن قضيت 17 يوما فى ثلاث سجون.

ثم أتهمتنى أنا وأبن اخى بمحاولة قتلها فى مصر. ولذا فقد هربت بالأولاد من مصر الى بريطانيا. وقد أبلغت السلطات فى بريطانيا بأنى مطلوب القبض على فى مصر لمحاولة قتلها. وبالطبع لم تذكر نهائيا أن القضية قد حفظت لأن الأدلة ملفقة وأنه لم توجه لى أو أبن أخى الذى حبس ظلما على ذمة التحقيق أى تهم. وكأن القتل هو أسلوبى الوحيد فى التعامل. أصرت أن تظهرنى بهذه الصورة حتى تبرر ما أرتكبته فى حقى وحق أولادى. كذب ثم كذب ثم كذب.

وهنا رأيت نرمين وهى تهرب من مصر بأولادى على وسديم الى بريطانيا. فهى لا تستطيع مواجهة الحق وتريد الأختباء وراء الكذب وتعتقد أن بريطانيا هى الملاذ الآمن, تماما كما فعل كاراديتش. وأختبأت نرمين فى بريطانيا وراء الكذب الذى أقنعت به السلطات هناك, تماما كما فعل كاراديتش.

أن نرمين وأبيها يمانى درويش فى أنتظار كثير من القضايا التى ستظهر الحق وقبل هذه القضايا فهم فى أنتظار حكم الله عز وجل. فكما سيحاكم كاراديتش رئيس جمهورية صرب البوسنة "السابق" لما أرتكبه من ظلم ستحاكم نرمين وأبيها يمانى درويش لما أرتكباه من ظلم فى حقى وحق على وسديم أولادى.

والله سيظهر الحق وسيبطل الباطل .. وسيعلم الذين ظلموا أى منقلب ينقلبون


أحمد الدملاوى .. الرياض .. المملكة العربية السعودية




أختار هذه النهاية عندما أختار تلك البداية

٢٠٠٨/٠٧/٢٤

دولة الظلم ساعة .. ودولة الحق الى قيام الساعة .. واعتقال رادوفان كاراديتش


سعدت كثيرا بأعتقال رادوفان كاراديتش. وكنت قد كتبت مقالة سابقة على مدونتى الأنجليزية على موقع ماى سباس عن مذبحة سربرنتسه وعن مشاعر الآباء والأمهات وهم يبحثون بكد ليتعرفون على بقايا جثث أولادهم. وآلمنى هذا المشهد كثيرا وكيف أن الأباء والأمهات لم يكفوا طوال هذه السنوات الطويلة فى البحث عن أولادهم والتأكد من بقاياهم ودفنهم شرعيا بما يليق بهم. وكذلك كتبت على مدونة على وسديم كيف أن دولة الظلم ساعة ودولة الحق الى قيام الساعة. فالظلم نزوة لا تلبث أن تزول ويبقى الحق الذى يأبى ألا أن يسود. وقد رأيت القبض على رادوفان كاراديتش خير مثال لأنتصار الله للحق. فالزمن لم يخف الحق بل أظهره. فالحق يسود ولا يساد. فهاهو كاراديتش فى السجن وقد تخلى عنه كل من كان يقف معه حين قتل بدم بارد عشرات الألاف من المسلمين. لقد تنكرت له صربيا التى وفرت له كل أدوات وأمكانيات القتل. لقد تنكر له كل محبيه لأنهم يريدون صربيا فى الأتحاد الأوروبى . فكاراديتش الآن عبئ على من كانوا حوله. هذا هو حال الباطل.

وما لا أتمناه أن يكبر على وسديم ليعلموا ما فعله جدهم بأبيهم وكذلك ما فعلته أمهم بأبيهم ويكرهونهم ويتنكروا لهم. وكذلك أن يعلموا ما فعلته تلك المرأة التى تقيم الآن معهم بشكل مستمر والتى نذرت ذبح خروف لله عندما تعود نرمين أمهم مطلقة من أبيهم من أنجلترا. وسأفعل كل ما يمكننى لتوفير الجو الصحى والمناسب لتقليل آثار هذه التصرفات وهذا التهور على فلذات كبدى.

والحمد لله أنى لم أطلق نرمين ولكن هى من أختارت حرمان أولادى من أبيهم وحرمان نفسها من زوج كانت تعلم يقينا أنه يحبها. وأنا لن أحرم أولادى أبدا من أمهم أو أؤذي مشاعرهم فلقد خلقنى الله لكى أحميهم وأحافظ عليهم ولن أتخلى عن الدور الذى أختارنى الله له تجاهم.

وسيعرف العالم كله قريبا الكذب وسيعرف الحق. وهنا أكتبها مرة أخرى بأنى لن أتخلى عن على وسديم. وأنا الحمد لله أقرب مما تتخيلون. وسيعود أولادى لينعموا بأحضان أبيهم وأوعد نفسى وأوعد أولادى وأوعدكم جميعا بأنى لن أنتقم ولكنى لن أتنازل عن حقوقى وحقوق أولادى بما يرضى الله عز وجل. الحمد لله الذى صدق وعده ونصر الحق فدولة الظلم ساعة ودولة الحق الى قيام الساعة
.

أحمد الدملاوى

٢٠٠٨/٠٧/١٨

لا تتزوج .. كتاب جديد

بعد صلاة الجمعة اليوم أجتمعت مع أحد أصدقائى. وسألنى ماهى آخر أخبار على وسديم؟ فأخبرته بأتصلاتى بالمحامين ورجال القانون ورجال الشرطة فى مصر وفى بريطانيا. وأسترسلت فى الأسهاب والشرح والتفاصيل. فما كان من صديقى الا أن طلب منى أن أكتب كتاب عن تجربتى الشخصية وما مررت به من تجارب شديدة القسوة. وأستغربت كثيرا عندما قال لى أن أى رجل مر بما مررت أنت به كاف لتدميره تماما فأنا متابع قريب لكل ما تمر به عن كثب وانى أطلب منك أن تكتب كتاب أو قصة تحكى فيها تلك التجارب وتوضح فيها تأثير القوانين التى يدعون أنها للدفاع عن المرأة وكيف أن هذه القوانين هى الدافع وراء خراب حياه كثير من النساء بما يتبعه من شديد الأذى والألم لمن هم حولهن من أزواج وأولاد وأسر. وأسترسل صديقى يقول أنه لا يمكن أن يتزوج أى أمرأة تحمل جنسية بريطانية أو أمريكية. فالقوانين فى تلك البلاد لا تحمى المرأة بل تشجع المرأة على تدمير أسرتها وبيتها لمجرد أن هناك ما يضايقها من زوجها. فقلت له يا أخى الكريم أن القوانين المصرية الآن أسوأ من القوانين البريطانية التى تحكم الأسرة. فأرجوك أضف مصر الى قائمة البلاد التى لا ينصح من الزواج منها. فرد على صديقى أنا سادعمك حتى تقدم لنا كتاب تحت أسم لا تتزوج. قلت له ولكنى أؤمن بالزواج فهو شرع الله وهو فطرة الله فينا. فقال لى أنه ليس ضد الزواج ولكنه أختار هذا العنوان لكتابى لتقديم قصتى لكى يستفيد بها القراء من الجنسين. فمن خلال هذا الكتاب سيرى الرجال مكامن الخطورة فى الوضع الحالى القانونى والأجتماعى الذى يشجع المرآه تحت لواء تحريرها من القيد أن تدمر علاقتها بزوجها وأن تؤثر مرضيا على أطفالها. فقلت له أن هذا الكلام سليم فهناك مثل شهير يقول أن المال السايب يعلم السرقة ولكن فى السياق الذى نتحدث فيه فأنا أقول أن القوانين الفاسدة تعلم الأجرام. وأسترسل صديقى مؤكدا أيمانه بالموضوع بأن الكتاب سيوفر للمرأة الفرصة لترى الرجل ولترى أن القوانين الحالية ستدفعه الى العلاقات المنحرفة. فسيسعى الرجال الى الحب بلا زواج أو لزواج بعقود غاية فى التعقيد لمن يمكنه منهم دفع نفقات المحامين وهذا لما يرونه من خطر ولأنه أسهل وأضمن. فكما تعلم القوانين الفاسدة النساء على الأجرام تعلم القوانين الفاسدة الرجال على الأنحراف. تأثرت كثيرا بأيمان صديقى بالقضية. فنحن جميعا أصبحنا فى خطر يواجهنا جميعا داخل أسرنا ليدمر الأمان والثقة والتواصل والرحمة تحت ستار لامع كاذب يسمونه الحرية. ولم أنتظر فقد بدأت أخط الكلمات الأولى فى كتابى المسمى لا تتزوج. وسأواليكم بأخبار كتابى. أحمد الدملاوى

٢٠٠٨/٠٧/١٦

ما أشبه أنتظار الأسرى فى جنوب لبنان بأنتظارى لعلى وسديم

أتابع الآن على الهواء عملية تسليم الأسرى العرب واللبنانيين وكذلك تسليم رفات شهدائنا المقاومين لأسرائيل عند معبر رأس الناقورة فى جنوبنا اللبنانى الجميل. المشاعر تتلاطم داخلى بمنتهى الشدة. والدموع تتساقط على وجهى بغزارة. فأهلا بكم فى أرضكم ووسط أهلكم وأهلا برفات شهدائنا ليدفنوا فى مقابرنا. وأنا أكتب اليوم لأعبر عن الأهالى. فأنا أشعر تماما بأحاسيسهم. أشعر بالفرحة تغمر كل جزء منهم وكذلك أشعر بالألم. أتقول ألم؟ نعم .. الم لايشعر به إلا ذلك الأب أو تلك الأم فى لحظات الأنتظار. فكل ثانية تمر وكأنها عام وكل يوم حرمان مضى له ذكريات عميقة تصعد بسرعة ومعها لقطات من الماضى لتقدم معها خوف وقلق وتختفى بسرعة لتصعد ذكرى أخرى. وأنا أقول لهم وأقول لنفسى أفرحوا الآن وأسعدوا بكرم الله عليكم. وعندما تتذكرون لحظات الألم فلا تفاومونها أو تقاومون الدموع أو تضجروا لم تشعرون به.


وهنا أرى أولادى على وسديم .. فهم قريبون جدا .. والمسافة بينى وبينهم هى المسافة بينى وبينى الأيمان بعودتهم. وأنا أراهم دائما أمام عينى. فسديم وعلى لايفارقانى أبدا. ما أمر به هو مايشعر به أهل سمير الفنطار وأهل الأسرى. فهم يعلمون أن أبنهم عائد ولكن مشاعرهم تتلاطم بين الفرح والألم. فأبناؤنا فلذات أكبادنا تمشى على الأرض. فالحمد لله على عودة الأسرى والحمد لله على صبرى لحرمانى من أولادى. أحمد الدملاوى

٢٠٠٨/٠٧/١١

دولة الظلم ساعة .. ودولة الحق الى قيام الساعة

كثيرا ما أثارت تلك الحكمة أنتباهى. فدولة الظلم ساعة ودولة الحق الى قيام الساعة. وكنت دائما ما أعتقد صدقها وفى نفس الوقت لم أكن أرى أنا هذا ما يحدث فى عالمنا. فالظلم هو السائد والحق كثيرا ما يكن المغبون. ولكنى لم أتنازل عن الأيمان بتلك الحكمة الرائعة, فهى على الأقل تدعوا الى التفاؤل والى حسن الظن فى المستقبل وتدعوا الى المثابرة. وأنا مشغول كثيرا هذه الأيام بالأتصال بالمحامين ورجال القانون لأناقش معهم قضية فصل على وسديم أطفالى عن أبيهم عمدا لأكثر من 600 يوم. وكذلك كل ما تعلق بهذه القضية من أتهامات كاذبة وصلت الى حد أتهامى بمحاولة قتل نرمين.
وأنا لا أجد فى هذا المجهود أى الم أو معاناة فبالعكس أنا كثيرا ما أرى أن ما أبذله من مجهود وما أنفقة من مال أقل كثيرا مما يستحقه أولادى فى الحياة مع أبيهم وفى العيش فى كنفه و فى الأستمتاع بحبه. وأنا مستغرق تماما فى متابعاتى وفى بحثى المستمر تخيلت صورة يمانى درويش , والد نرمين, وكيف كان فخورا عندما كان يتهمنى بأنى ذئب بشرى وكيف كان يأتى بأرقام قضايا وأتهامات ضدى لتشويه سمعتى. وكيف أنه الآن يريد لهذا الملف أن ينتهى . فحسب معلوماتى أنه يعانى كثيرا من كثرة القضايا والمتابعات القانونية ويتمنى أنتهاءها كل لحظة.

وهنا ظهر معنى هذه الحكمة الرائعة أمامى .. فأنا لن أتوقف حتى يحق الحق ويبطل الباطل .. ويمانى درويش يحاول الأنتهاء من هذا الصراع فهو قد أنتصر بحرمانى من أولادى والأستيلاء على بيتى وتدمير أعمالى فى مصر وانجلترا. ولا يرى فى الأستمرار غير المعاناة ووجع الدماغ .. فدولة الظلم ساعة ... وأنا لا أرى فى الأستمرار والعمل الدؤوب للوصول لحقى الا أنه أقل ما يمكن أن أقدمه لأولادى ولنفسى ولمجتمعى .. فدولة الحق الى قيام الساعة.

أثارتنى هذه المقارنة وفهمت لماذا دولة الظلم ساعة .. وكيف أن دولة الحق الى قيام الساعة.

أحمد الدملاوى

٢٠٠٨/٠٧/٠٦

الحق أحق أن يتبع


كثيرا عندما يشتد بى فكرى أو تضيق بى نفسى وأنا أتذكر ما مررت به من أحداث و ما عانيت من خيانة وما أبتليت به من حرمانى من أولادى عندها أتذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم لأرى أن ما أبتليت به لا يقارن لما أبتلى به حبيب الله. فلقد حرم من والديه صغيرا ودفن بيديه الشريفتين أطفاله كبيرا وفقد الزوجة التى كانت تذود عنه الأذى بكل شئ تملكه من حب ومال وحنان. رضى الله عنك يا خديجة بنت خويلد فأنت من الكوامل من النساء. وفقد عمه حمزة الذى دافع عنه بلا تردد وآلمه كثيرا التمثيل بجثته. فأنا لم يبتلينى الله بكل هذا فالحمد لله على الرحمة مع البلاء. اللهم صلى عليك يا سيد الخلق وجمعنا الله معك فى الجنة. وكذلك أتذكر كيف كان رسول الله مقاتلا لايقبل بالدنية ولا يستسلم لظلم. فكان ينتصر صلى الله عليه وسلم لظلم أصحابة وينتصر للأسلام فى كل موقف. وقد أعجبنى هذا السلوك الراقى. فكيف أنه يتقبل البلاء ويرضى به وكيف أنه فى نفس الوقت يقاتل لحق الله وحقة وحق أصحابه. فما كان ليقبل الا الحق وما كان يبالغ فى الأنتقام ولكنه يأخذ حقه كما فعل ببنى قريظة الذين خانوا عهده. فصلى الله عليك وسلم يا سيد الخلق وصلى الله على آلك وصحبك أجمعين. وعلى نهج رسول الله سأربى أولادى ليذودوا عن حقوقهم وعن حقوق المسلمين وألا يردهم عن الحق لومة لائم. فالحق أحق أنت يتبع.

وعسى الله أن يأتينى بهم جميعا ويعوضنى في مالى وفى وقتى وفى مشاعرى ويغنينى عناء أخذ الحق ليأخذه لى هو سبحانه وتعالى الحق. فالحق أحق أن يتبع.

أحمد الدملاوى

٢٠٠٨/٠٦/٢٩

عسى الله أن يأتينى بهم جميعا - الدعاء والجهاد

منذ لحظات كنت أجلس فى السيارة بجوار صديق و أفكر فى طفلاى على وسديم وأشعر بوحشة شديدة تجاههما. وإذا بصديقى يفتح المذياع لأسمع القارئ يتلو القرآن بقوله تعالى "عسى الله أن يأتينى بهم جميعا" وهو دعاء نبى الله يعقوب . فأستبشرت خيرا وكأن صديقى والمذياع يعلمان ما يدوربداخلى من أفكار ومشاعر. ولقد لاحظت فى الفترة الأخيرة تكرار تلك الموافف بشكل ملفت. وشعرت وكأن الله عز و جل يدفع الكون أن يتحدث الى بنصره وأن يثبتنى على الصبر والمثابرة . ففى بعض الأيام وخصوصا عندما يشتد بى الحنين لأولادى عندما أفتح المصحف , أجدها سورة يوسف وعندما أتنقل بين محطات التليفزيون فإذا بها سورة يوسف. وفد وعدنى رسول الله صلى الله عليه وسلم فى الرؤية منذ كنت طفلا أن الله سيرزقنى بكل ما أتمناه. وفعلا ما تمنيت شيئا الا وحصلت عليه. وأنا اليوم لا أتمنى شئ أكثر من عودة أولادى لى . كنت أفكر فى كل هذا وعدت الى عملى وأنا مستغرق فى ما أمر به من جهاد لأستعيد أولادى وكيف أن كل خطوة تتحقق ورائها مجهود كبير ولكنى فى النهاية أصل الى ما أريد. فأذا بى وأنا أراجع بريدى الألكترونى أجد هذه الرسالة من صديق عزيز تصف تمام ما أمر به من ظروف وما أشعر به من أحاسيس فأردت أن تشاركونى فيها .. ففيها من الخير الكثير.

يقول صديقى فى رسالته:


ذات يوم ظهرت فتحة في شرنقة عالّقة على غصن ...

جلس رجل لساعات يحدَّق بالفراشة وهي تجاهد في دفع جسمها من فتحة الشرنقة الصغيرة .

فجأة توقفت الفراشة عن التقدم . .


يبدو أنها تقدمت قدر استطاعتها ولم تستطع أكثر من ذلك ...

حينها قرر الرجل مساعدة الفراشة، فاخذ مقصاً وفتح الشرنقة . ..

خرجت الفراشة بسهولة، لكن جسمها كان مشوهاً وجناحيها منكمشان !!


ظَلّ الرجل ينظر متوقعا ً في كل لحظة أن تنفرد أجنحة الفراشة ، تكبر وتتسع.. وحينها فقط يستطيع جسمها الطيران بمساعدة أ جنحتها.

لكن لم يحدث أي من هذا، في الحقيقة لقد قضت الفراشة بقية حياتها تزحف بجسم مشوّه وبجناحين منكمشين !!


لم تنجح الفراشة .... في الطيران أبداً أبداً !!


لم يفهم الرجل بالرغم من طيبة قلبه و نواياه الصالحة، أن الشرنقة المضغوطة وصراع الفراشة للخروج منها، كانتا إبداع من خلق الله لضغط سوائل خاصة من جسم الفراشة إلى داخل أجنحتها، لتتمكن من الطيران بعد خروجها من الشرنقة ...


أحيانا تكون الابتلاءات هي الشيء الضروري لحياتنا..


لو قدّر الله لنا عبور حياتنا بدون ابتلاء و صعاب


لتسبب لنا ذلك بالإعاقة، ولما كنا أقوياء كما يمكننا أن نكون ..


ولما أ مكننا الطيران أ بداً ...


طلبت قوةً ... فمنحني الله مصاعب و محن لتصقلني وتربيني ..


طلبت حكمةً ... فوهبني الله معضلات لأحُلها ..


طلبت رخاءً ... فأعطاني الله عقلاً و قدرة لأعمل و أنتج ..


طلبت شجاعةً... فوهبني الله عوائق و عقبات لأتغلب عليها ..


طلبت محبةً... فاكرمني الله باناس لديهم مشاكل لكي أحبهم وأُ ساعدهم ..


طلبت امتيازات و رخاء و ثراء ... فأعطاني الله فرص و إمكانيات سانحة ..


لم احصل على أي شيء مما طلبت... لكن حصلت على كل ما أحتاج ..

عِش بالإيمان ، عِش بالأمل ، عِش بلا خوف،

توكل على الله ، واجِه كل العقبات في حياتك .. وسوف تتغلب عليها

لقد أستقبلت الرسالة وكأنها بلسم بارد على قلبى الملئ بالمشاعر الشديدة الحرارة فشعرت بطمأنينة وتأكدت من نصر الله وتأكدت أن عسى الله أن يأتينى بهم جميعا.

أحمد الدملاوى

٢٠٠٨/٠٥/٢٩

على يا ولدى .. سديم يا طفلتى ... وحتشتونى

أكتب هذه الكلمات ودموعى تسبقنى .. فأنا أفتقد على وسديم بشده. والحمد لله فأنا حزين لأفتقادى أولادى ولكنى سعيد بفضل الله على. فلولا هذه التجربة لما كنت فيما أنا فيه اليوم من خير ونجاح. والحزن لفقدان أولادى ينبوع متجدد للطاقة بداخلى لكى أستمر فى طريق النجاح للوصول لهما ولأسعد بهما ولأكون أبا لهما يسعدان به ما حييت. فعلى وسديم أصغر أولادى وعلى شديد الشبه بى وسديم شديدة الأرتباط بى وهما دمى ولحمى ومهما طال غيابهما فسيعودان لأحضان أبيهما قريبا فهذا هو حقهما وحقى وهذا هو القانون.

٢٠٠٨/٠٥/١٤

أنا ومالك بن دينار ... الأبتلاء والتوجه الى الله


أرسل لى أحد أصدقائى الأعزاء قصة عوده مالك أبن دينار رضى الله عنه الى طريق الله. فوجدت فى هذه القصة الكثير من أوجه التشابه فيما مررت به فى حياتى من أختيارات وأختبارات. فبلا شك أن تجربة وقفى فى مطار هيثرو ثم أيقافى وحبسى لمده 17 يوما لينتهى بى الأمر بأختفاء على وسديم وعدم أستطاعتى الوصول اليهما حتى الآن منذ 23 نوفمبر 2006, قد أثرت فى أختياراتى وتوجهاتى تماما. فعلى الرغم من هذا الأختبار الصعب فلقد رأيت الله عز و جل بوضوح فى حياتى. وإن كان لى عزاء فى كل ما حدث فأختيارى لطريق الله بالوضوح الذى أره الآن, يكفى تماما بل ويزيد. فمهما كان الأبتلاء فجائزتى هى الله ورسوله , ويا لها من جائزة تهون دونها الدنيا وما فيها.

وأترككم هنا لتقرأو قصة مالك أبن دينار .

: يقول مالك ابن دينار

بدأت حياتي ضائعا سكيراً عاصيا .. أظلم الناس وآكل الحقوق .. آكل الربا .. أضرب

الناس .......... افعل المظالم .. لا توجد معصية إلا وارتكبتها .. شديد الفجور ..

يتحاشاني الناس من معصيتي

يقول:

في يوم من الأيام .. اشتقت أن أتزوج ويكون عندي طفله .. فتزوجت وأنجبت طفله

سميتها فاطمة .. أحببتها حباً شديدا .. وكلما كبرت فاطمة زاد الإيمان في قلبي

وقلت المعصية في قلبي .. ولربما رأتني فاطمة أمسك

كأسا من الخمر ... فاقتربت مني فأزاحته وهي لم تكمل السنتين .. وكأن الله يجعلها

تفعل ذلك .... وكلما كبرت فاطمة كلما زاد الإيمان في قلبي .. وكلما اقتربت من

الله خطوه .... وكلما ابتعدت شيئا فشيئاً عن المعاصي..

حتى اكتمل سن فاطمة 3 سنوات

فلما أكملت .... الــ 3 سنوات ماتت فاطمة

يقول:

فانقلبت أسوأ مما كنت .. ولم يكن عندي الصبر الذي عند المؤمنين ما يقويني على

البلاء .. فعدت أسوا مما كنت .. وتلاعب بي الشيطان .. حتى جاء يوما

فقال لي شيطاني:

لتسكرن اليوم سكرة ما سكرت مثلها من قبل!!

فعزمت أن أسكر وعزمت أن أشرب الخمر وظللت طوال الليل أشرب وأشرب وأشرب

فرأيتني تتقاذفني الأحلام .. حتى رأيت تلك الرؤيا

رأيتني يوم القيامة وقد أظلمت الشمس .. وتحولت البحار إلى نار.. وزلزلت الأرض ...

واجتمع الناس إلى يوم ألقيامه .. والناس أفواج .. وأفواج .. وأنا بين الناس

وأسمع المنادي ينادي فلان ابن فلان .. هلم للعرض على الجبار

يقول:

فأرى فلان هذا وقد تحول وجهه إلى سواد شديد من شده الخوف

حتى سمعت المنادي ينادي باسمي .. هلم للعرض على الجبار

يقول:

فاختفى البشر من حولي (هذا في الرؤية) وكأن لا أحد في أرض المحشر .. ثم رأيت

ثعبانا عظيماً شديداً قويا يجري نحوي فاتحا فمه. فجريت أنا من شده الخوف

فوجدت رجلاً عجوزاً ضعيفاًً .....

فقلت:

آه: أنقذني من هذا الثعبان

فقال لي .. يابني أنا ضعيف لا أستطيع ولكن إجر في هذه الناحية لعلك تنجو ...

فجريت حيث أشار لي والثعبان خلفي ووجدت النار تلقاء وجهي .. فقلت: أأهرب من

الثعبان لأسقط في النار

فعدت مسرعا أجري والثعبان يقترب

فعدت للرجل الضعيف وقلت له: بالله عليك أنجدني أنقذني .. فبكى رأفة بحالي ..

وقال: أنا ضعيف كما ترى لا أستطيع فعل شيء ولكن إجر تجاه ذلك الجبل لعلك تنجو

فجريت للجبل والثعبان سيخطفني فرأيت على الجبل أطفالا صغاراً فسمعت الأطفال

كلهم يصرخون: يا فاطمه أدركي أباك أدركي أباك

يقول::

فعلمت أنها ابنتي .. ويقول ففرحت أن لي ابنة ماتت وعمرها 3 سنوات

تنجدني من ذلك الموقف

فأخذتني بيدها اليمنى ........ ودفعت الثعبان بيدها اليسرى وأنا كالميت من شده

الخوف

ثم جلست في حجري كما كانت تجلس في الدنيا

وقالت لي يا أبت

ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله

يقول:

يا بنيتي .... أخبريني عن هذا الثعبان!!

قالت هذا عملك السيئ أنت كبرته ونميته حتى كاد أن يأكلك .. أما عرفت يا أبي أن

الأعمال في الدنيا تعود مجسمة يوم ألقيامه..؟

يقول:وذلك الرجل الضعيف: قالت ذلك العمل الصالح .. أنت أضعفته وأوهنته حتى بكى

لحالك لا يستطيع أن يفعل لحالك شيئاً

ولولا انك أنجبتني ولولا أني مت صغيره ما كان هناك شئ ينفعك

يقول:

فاستيقظت من نومي وأنا أصرخ: قد آن يارب.. قد آن يارب, نعم

ألم يان للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله

يقول:

واغتسلت وخرجت لصلاه الفجر أريد التو به والعودة إلى الله

يقول:

دخلت المسجد فإذا بالإمام يقرأ نفس الآية

ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله

ذلك هو مالك بن دينار من أئمة التابعين

هو الذي اشتهر عنه أنه كان يبكي طول الليل ........ ويقول

إلهي أنت وحدك الذي يعلم ساكن الجنة من ساكن النار، فأي الرجلين أنا

اللهم اجعلني من سكان الجنة ولا تجعلني من سكان النار

وتاب مالك بن دينار واشتهر عنه أنه كان يقف كل يوم عند باب المسجد ينادي ويقول:

أيها العبد العاصي عد إلى مولاك .. أيها العبد الغافل عد إلى مولاك ..

أيها العبد الهارب عد إلى مولاك .. مولاك يناديك بالليل والنهار يقول لك

من تقرب مني شبراً تقربت إليه ذراعاً، ومن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعاً،

ومن أتاني يمشي أتيته هرولة

أسألك تبارك وتعالى أن ترزقنا التو به

لا إله إلا أنت سبحانك .. إني كنت من الظالمين