٢٠١٠/٠٥/٢٢

شكرا يا نرمين

أحب الناس الى قلبى تخلوا عنى بل وأصروا على مواقفهم التى تصرخ قسوة وعنف تجاهى. ترددت كثيرا أن أكتب هذه الكلمات والتى يصعب على خطها والتواصل معكم بها. فقد أتهمتنى نرمين بالاعتداء الجسدي عليها وعلى أولادي. وأتهمتنى بأن عملي هو ستار وهمي لعمليات ونشاطات مشبوهة وأنني تزوجتها حتى أحصل على الجنسية البريطانية بالإضافة إلى سيل آخر من التهم.

لا أعلم حتى الآن السبب الواضح لتصرفات زوجتي سوى أنى متأكد من غيرتها الشديدة من أرتباطى وحبى لبناتى وولدى من زواجى الأول. فهى لا تتطيق أى تواصل بينى وبينهم وتعتبره نوع من الأعتداء عليها. ولا أعلم ما يمكن أن تجنيه من حرمان طفلاى من أبيهما وبالطبع حرمانى منهما. فأنا على يقين أنها تعانى من آلام أعتداءها على زوجها بدون حق. ولا غرابة من ثقتي بما تشعر به نرمين. فلقد كانت دائما تدعوا الله أن تكون زوجة صالحة وخصوصا عندما يصدر منها أية تصرف غير لائق تجاهي. ولذا فأنا على يقين أن بداخلها خير. فنرمين شديدة الذكاء وتعي تماما ما فعلت تجاه زوجها. وهى تعلم تماما أنها ليست على الصواب وأن الله عز وجل لا يقبل مافعلته. وأنا متأكد أيضا أنها تعانى كلما ترى على وسديم وكيف أنها حرمتهما من أبيهما ويتمتهما بادعاءات ليس لها من الحق نصيب.

وأنا أعلم جيدا أن من حولها لا يساعدوها على الخير بحسن أو بسوء نية. فمن حولها لا يهمهم سوى الفوز فى المعارك بغض النظر عن أهدافها حتى وان خالفت شرع الله. فكانت أم نرمين تدعوا الله أن تعود لها أبنتها مطلقة ولا أعلم حتى الآن لماذا كان موقفها الحاد منى سوى أنى لما أكون ودودا لها ولكنني لم أقدم لها أبدا سوى كل خير.

وكان الاعتداء شديدا ومحكما. فقد أوذيت في زوجتى وطفلاى ومقامى وعملي. لقد فقدت الكثير ولكنى لم أفقد نفسى. ودائما ما أتذكر اللحظة التي واجهت بها نفسى وانا فى زنزانتى فى سجن دوفر بانجلترا. لقد قلت بقسوة " أنت فاشل يا أحمد " وهنا وجدت نفسى أهب لنصرة نفسى وقلت لها " أنا لست فاشلا .. لأن الفاشل هو من يقبل الفشل .. وأنا لم أقبل الفشل .. ولن أقبله ". وانقضت فترة 17 يوما من الاعتقال بدون وجه حق لتتوالى بعدها الكوارث التي كانت معدة بعناية فائقة. ولكني أشكر الله عز وجل, فعلى الرغم من حجم الخسائر المتوالى والهائل ولكنى لم أخسر نفسى. كنت أبكى كثيرا كلما تذكرت على وسديم. فانا لست ذلك الأب الذى لا يدير حياة أطفاله ولا يطمئن عليهم ولا يعمل كل ما في وسعه لإسعادهم. ولكنها أرادة الله أن أحرم منهما 1300 يوما حتى الآن.

كانت المشاكل والخسائر تتوالى وكانت العزيمة والأيمان يزدادان. وهنا أكتب لأشكر نرمين على ما قدمته لى من فرصة لأن أكون أقوى كثيرا مما كنت. قد تعتقدون أنى اشكر نرمين من باب السخرية, لا والله, فأنا أشكرها بأخلاص. فلقد قدمت لى فرصة لبدأ حياة جديدة ملؤها الصدق والحق والنجاح. فالحياة التي أحيا لحظاتها الآن هي حياة كنت أحلم بها وما كنت أتصور أن تكون هي حياتي اليومية. أشكر نرمين أن زجت بى الى طريق يملؤه الألم واضطررت أن أتألم وأعمل بجد لتغيير الواقع الذي كاد أن يفرض على. وأشكرها مرة أخرى أن علمتني ألا أتوانى عن أهدافي وعن فلذات كبدى حتى ولو مر 1300 يوما على غيابهما.

أحمد الدملاوى

ليست هناك تعليقات: