٢٠١٠/٠٦/٠٤

فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ

إسرائيل تصر إن أطلاق جنودها للرصاص الحي على ظهر سفن قافلة الحرية بالمياه الدولية للبحر الأبيض المتوسط كان للدفاع عن أنفسهم لتعدى ركاب السفن المدنيين العزل عليهم. إسرائيل قتلت وجرحت العشرات من المدنيين العزل على ظهر السفينة مرمرة وغيرها من سفن قافلة الحرية بالمياه الدولية للبحر المتوسط. وتصر إسرائيل أن هؤلاء المدنيين إرهابيون و مؤيدون لمنظمة حماس الإرهابية. ولا غرابة فأن إسرائيل تتهم بالإرهاب والمعاداة للسامية كل من يخالفها الرأي أو التوجه السياسي أو التاريخي. وفى المقابل تصر الولايات المتحدة الأمريكية أن إسرائيل هي جهة التحقيق المقبولة فى أحداث الاعتداء على قافلة الحرية. فكيف تسمح الولايات المتحدة لأية جهة بالتحقيق في قتل الأبرياء غير إسرائيل؟ فالولايات المتحدة لا ترى غير إسرائيل الديمقراطية الوحيدة فى الشرق الأوسط. فأنظمة الدول العربية والإسلامية حتى وان كان بعضها ديمقراطي ولكن ليس بما يكفى. ولذا فأن إسرائيل هي الجهة الوحيدة الفاعلة التي يمكنها أن تدير مثل هذا التحقيق.

لفت أنتباهى هذا الموقف الذي يبدوا متناقضا من وجهة نظري. ولكن عندما نرى ما تراه الولايات المتحدة وإسرائيل فنجد أن هذا الموقف منطقي و طبيعي. فالولايات المتحدة وإسرائيل لا يرون لنا كعرب ومسلمين أية حق لنطلبه. فالحقوق فقط للبشر. هم يروننا كالحيوانات التي يمكن أن يعاملوها أحيانا برحمة وأحيانا بقسوة ولكن في جميع الأحول فهي حيوانات ليس لها حقوق البشر. فالحقوق فقط للولايات المتحدة ولإسرائيل. وهذا مذكور بوضوح في الكتب التي تعلمها إسرائيل لأبنائها في المدارس.فأنا هنا مجرد مذكر ولست مبتدع لفكرة جديدة. فهم يؤمنون بأن العرب والمسلمين حيوانات أو أقل حقوقا من الحيوانات. ويؤمنون كذلك أن قتل تلك الحيوانات من جليل الأعمال. ويمكنكم أن تشاهدوا بأعينكم كيف يقتلون الأطفال برصاصات في الصدر والجبهة. وهذا يعنى أن من أطلق الرصاصات قناصا محترفا وأن الرصاصات ليست عشوائية. فالرصاصة مصوبة بدقة من قاتل محترف لجبهة رأس أو صدر طفل عربي مسلم حيث لا يمكنه النجاة منها. فالإصابة لا تكفى ولكنه القتل وليس غيره.

حرية التعبير عن النفس والقدرة على التواصل هي احد أساسيات حقوق الإنسان كالطعام والشراب والكساء والدواء والغطاء. فكما نشعر بألم الجوع للحرمان من الطعام وكما نشعر بالعطش للحرمان من الماء. فالشعور بالضعف والخوف يصاحبان الحرمان من التواصل والتعبير عن النفس. وبناء على ما سبق فالولايات المتحدة والغرب الصهيوني لا يسمحان لنا نحن المسلمين والعرب بالتعبير عن أنفسنا. فحتى عندما ترتكب الجرائم في حقوقنا فهم فقط من لهم الحق في التحقيق في تلك الجرائم. فنحن العرب والمسلمون لسنا مؤهلين لسرد الحقائق أمام قاضى مستقل وحر. فالمحقق الإسرائيلى هو فقط من سيسمع ضحايانا للتحقيق فيما أرتكبه جنود نظامه من جرائم. وهنا واجهتني بعض الأسئلة.

كيف ستحقق إسرائيل مع أعضاء قافلة الحرية من أبناء الكويت والجزائر والمغرب وباقي البلاد العربية والإسلامية التي ليس لها علاقة دبلوماسية بإسرائيل؟

هل سيسافر المجني عليهم إلى إسرائيل للتحقيق معهم في إسرائيل؟

هل ستنتقل اللجنة الإسرائيلية إلى بلاد المجني عليهم للتحقيق مع الضحايا؟

هل ستقوم اللجنة الإسرائيلية بإجراء التحقيقات فى بلد ثالث؟

كيف ستحقق إسرائيل مع جنودها؟

هل سيجرى المحققون مواجهات بين الجنود والضحايا؟

وأجد في كتاب الله العزيز الملاذ للأجابة على الأسئلة و ليصف لنا تماما ما حدث على سطح سفن قافلة الحرية.

(وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ) البقرة / 87.

فهم متكبرون لا يطيقون تحمل من جاءهم بما لا تهوى أنفسهم وعندها يكذبونهم , "فالجنود دافعوا عن أنفسهم أمام هؤلاء العزل على سطح سفنهم بالمياه الدولية للبحر المتوسط".

فهم متكبرون لا يطيقون تحمل من جاءهم بما لا تهوى أنفسهم وعندها تقتل وحدات النخبة " لجيش الدفاع " المدنيين العزل بدم بارد . صدق الله العظيم.

وهنا أضيف رأي السيد أوباما والولايات المتحدة فإسرائيل تكذب وتقتل بل وتحقق أيضا مع الضحايا.

حسبنا الله ونعم الوكيل.

أحمد الدملاوى


هناك تعليق واحد:

Zahra Youssry يقول...

أتمنى أن يعود طفليك إلى حضنك قريباً جداً بإذن الله