٢٠١٠/٠٦/٠١

قافلة الحرية ورسالة الغرب الصهيونى

التعبير عما يجول في النفس من خواطر وعما يؤثر في القلب من مشاعر من خلال الكتابة على صفحات مدونة طفلاى على وسديم يهدئ من تأجج وتقلب النفس لتصرخ وتأن وتحزن. فالتواصل معكم يكمل دورة الحياة لتلك المشاعر. فقلوبكم وعقولكم تستقبل كلماتي كما تستقبل القابلة المولود لتشعر الوالدة بالراحة وليبدأ الأهل والأصدقاء في التعليق بالكلمات والتفاعل بالمشاعر.

صرخت كثيرا مستعظما هول اختطاف زوجتي لطفلاى على و سديم. وحتى كلمة " اختطاف " أجد صعوبة في كتابتها. فمن الصعب أن أصف الأم المختطفة لأولادها بأنه اختطاف بالمعنى الأجرامى للكلمة. فهي امرأة تختلط وتتقلب مشاعرها المتدفقة والعميقة تجاه أولادها وتجاه زوجها. وتلاطم تلك المشاعر قد يؤدى إلى أفعال ظاهرها الأجرام وباطنها الضعف وقلة الحيلة. وكانت الأحداث المتلاحقة ترشدنى كشرطي مرور حاد المزاج يسمح بالمرور فى اتجاه واحد فقط يؤدى إلى " تأثير قوانين الأسرة على المجتمع ". فقوانين الأسرة المشوهة التى يقرها مجلس الشعب المصري لإرضاء الغرب , تحول سلوكيات الزوج والزوجة والأم والأب في مختلف أدوارهم المجتمعية. وهذا التحول فى السلوكيات ينتج عنه مجموعة من الأفعال تتناسب معه. والأفعال التي تتناسب مع قوانين الأسرة فى مصر تتجه للتعدي السافر على الزوج والأب والرجل. فالمثل المشهور يقول " المال السايب يعلم السرقة ". فوجدت في المقابل أن " القوانين الفاسدة تعلم الأجرام ".

وهنا رأيت السؤال الذي لا يراوح ذهني , " هل التعديل المستمر في قوانين وأنظمة الأسرة وما يدعى بحقوق المرأة في بلدنا هو أحد جبهات الهزيمة في الحرب الخفية الظاهرة والدائرة مع العالم الغربي الصهيوني؟ " . هل التنازلات المستمرة فى حقوقنا وفى أرضنا لإسرائيل هو الشكل الظاهر للهزيمة؟ هل تطابق الخفي والظاهر من نتائج الاجتياح الغربي الصهيوني يفسر كل منهما الآخر؟ اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل قضت على مقاومتنا العسكرية للعدو الصهيونى ولم تكن الاتفاقية نهاية لتعدى إسرائيل بل كانت كإذن لها بتصعيد كل الجبهات وإخفاءها الجبهات الأخرى بغطاء "السلام" وانقضاء الجبهة العسكرية. فكان الاجتياح الغربي الصهيوني للمجتمع والتعليم والصحة و كل مناحي حياة الإنسان المصري وبالطبع الإنسان العربي.

وكانت أحداث قافلة الحرية بالمياه الدولية للبحر المتوسط مثالا جليا يوضح باختصار غير مخل كيف تدار الحرب على الإنسان المصري العربي المسلم. فقافلة الحرية مسالمة وأعضائها من المدنيين وكل ما أرادوه هو الوصول الى غزة لتوصيل الغذاء والدواء لشعبها المحاصر لسنوات عديدة. فما هو موقف الغرب الصهيونى متمثلا فى أفعال إسرائيل؟ هجوم كاسح لمئات من جنود " النخبة " من مجرمى جيش "الدفاع " الإسرائيلى على سفن قافلة الحياة بالمياه الدولية للبحر المتوسط. فقتل المجرمون وجرحوا العشرات من ركاب القافلة واعتقلوهم جميعا وقادوهم مقيدين. وفى المقابل " شجبت " مصر وكثير من الدول العربية الاعتداء المسلح الدامي لمجرمي جيش " الدفاع " الإسرائيلى. وفى نفس الوقت أستمر الحصار على غزة كما هو وأستمر إغلاق معبر رفح وكذلك موانئ غزة البحرية والجوية واستمر الحصار واستمر الظلم.

فلا تغيير على الأرض ولا تغيير فى الكلام المعوج ولا تغيير فى الرسالة وان اختلفت طرق التعبير عنها. فالرسالة الموجهة لنا واضحة. وأليكم نصها " إن حياتكم وأحلامكم وقدسية أرواحكم لا تساوى شيئا ". والمؤلم أن هذه الرسالة أسمعها بنشرات الأخبار وأسمعها بوضوح فى أحاديث ساسة الغرب الصهيونى وأحاديث بعض ساسة الحكومة المصرية أيضا. فعلى الرغم أنهم ينطقون كلمات تبدو تماما عكس الرسالة ولكن إذا أحسنت الاستماع ستصلك الرسالة بوضوح على الرغم من اعوجاج الكلمات.

استمرارى في الكتابة والتواصل معكم بالتعبير عما يجول فى نفسى من الخواطر وعقلى من الأفكار يشعرني براحة وهدوء نفسي و يمدني بطاقة متابعة خطف طفلاى على وسديم ومتابعة خطف أحلامي وخطف أحلام بلدي وأحلام أبنائها. كما أن الاستمرار في الكتابة والتواصل معكم يقوى مقاومتي للكلمات المعوجة التي يتواصل بها الغرب الصهيوني و الكثير من الساسة في مصر لأسمعها واضحة جلية " إن حياتكم وأحلامكم وقدسية أرواحكم لا تساوى شيئا".

أحمد الدملاوى


ليست هناك تعليقات: