٢٠٠٨/٠١/٠٧

ذهبت مرام الى ربها ..


رزق صديق عزيز بطفلة جميلة صباح الخميس الماضى. أسماها مرام وكانت فعلا له مراما. كان ينتظرها على عجل. كان فى غاية السعادة بقدومها. وكان لقدومها فرحة فى قلب كل من هم حول الصديق. وكان لتشريف مرام أحساس خاص فى قلبى. فقد شعرت أن الله أكرم صديقى وأخى بالأبنة الجميلة وسيكرمنى بإذن الله بعودة على وسديم الغائبين. كان هو فرحا بهدية الله له وكنت أنا سعيدا بما تشير اليه الهدية من فرج قريب.
وصباح اليوم أتصل بى أبو مرام فرددت عليه بفرحة والأبتسامة تملأ وجهى "كيف حالك يا أبو مرام؟" فرد علىَ بإقتضاب أنه بخير وان البقاء لله فى مرام. لم أدر ماذا أفعل؟ أو ماذا أقول؟ فقد شعرت أن قطعة منى قد أقتطعت. رأيت العالم حولى كما لم أراه من قبل. رأيت الموت والحياة وكأنهما نفس الشئ. ملأ الحزن قلبى وفارق الدمع عينى بغزارة وأنهمار. كل هذا وأبو الملاك الصغير على التليفون متماسكا , فأخبرته أنى فى طريقى إليه.

وفى الطريق أخذت أقرأ فى كتاب الله. لم أفهم القرآن فى حياتى كما فهمته اليوم. كانت آيات سورة البقرة تمتزج بقلبى وعقلى فأفهمها وأشعر بها وأتفاعل معها. كانت القراءة جميلة وكأنها حياتنا. فقرأت حياتى وحياة الآخرين فى الأيات الأولى لسورة البقرة.
كانا على وسديم دائما فى مخيلتى .. لم أشعر بخوف عليهما ولكنى شعرت بشوقى لهما. لقد رأيت فى فراق مرام لأبيها وأمها ما رأيت فى فراق على وسديم لى. رأيت قلقى على طفلاى اللذان لا أعلم عنهما شيئا ورأيت قلق أبو مرام وامها على الطفلة التى جاءت بالفرحة وذهبت فى طريقها الذى لا نعلم عنه الكثير. شعرت بأحساس الأب الطاغى لحماية أطفالى ولكنى رأيت ان خالقهم وحافظهم وحاميهم هو الله ورأيت أنه ليس لى من الأمر شيئا.
اللهم أرحم أبو مرام وام مرام ومكنهما من الصبر والرضا
اللهم أحفظ أولادى وردهم سالمين

ليست هناك تعليقات: