٢٠٠٨/٠١/٠٩

هل الزواج مغامرة غير محسوبة؟

"أظهرت دراسة إحصائية حديثة أن أكثر من نصف الاطفال البريطانيين الذين أبصروا النور هذا العام ولدوا لأمهات غير متزوجات.
وتشير بيانات صادرة عن "مكتب الاحصاء الوطني" في المملكة المتحدة إلي أن معدل الزيجات انخفض إلي أدني مستوي له في البلاد منذ سبعينات القرن الماضي.
وبحسب الدراسة التي نشرتها صحيفة "الدايلي مايل" البريطانية فإن طفلاً من بين 10 ولد لأم غير متزوجة منذ تلك الفترة، مشيرة إلي أن هذه النسبة لم تتعد الواحد من بين كل 20 طفلاً في خمسينات القرن الماضي.
ولفتت الدراسة إلي أن معظم أطفال المهاجرين الباكستانيين و80% من الاطفال الهنود ولدوا لامهات متزوجات.
إلي ذلك قال الزعيم السابق لحزب المحافظين إيان دنكن سميث إن هذه الدراسة لم تفاجئه لأن الدولة لم تعر خلال العشرين سنة الماضية أي اهتمام للطريقة التي يربي بها البريطانيون أولادهم.
وأضاف سميث "ان الحكومة أوقفت الدعم للمتزوجين، كما أن هناك تمييزاً ضد الذين يخططون للزواج"، مشيراً إلي أن ذلك سبب ضرراً لهيكلية العائلة وتربية الاطفال لم تشهده بريطانيا منذ أكثر من 100 عام* ."

هل هذا هو المستقبل المطلوب لأبنائنا في ظل القوانين الظالمة التي تنظم الأسرة ؟؟؟؟

على الرغم أن قوانين الأحوال الشخصية فى بريطانيا أقل أجحافا بكثير لحقوق الرجل وأكثر مراعاة بكثير لحقوق الطفل فهذه هى النتيجة. الزواج مغامرة فى منتهى الخطورة على حياة وازدهار أى أنسان يفكر فيه وخصوصا اذا كان رجلا. والوضع فى بريطانيا سيزداد سوءا. واذا نظرنا الى حقيقة الأرقام فسنجد أنها أسوء كثيرا فى مجتمعات البريطانين من أصل أنجليزى أو أسكتلندى أو ويلزى أو أيرلندى. فالانجاب فى هذه المجتمعات بدون زواج أعلى من الأرقام المذكورة ولكن الرقم العام ينخفض بأضافة أرقام المسلمين هناك.

وما أراه بوضوح الأن , هو أن القوانين الحالية ستؤدى الى مثل هذه الأوضاع فى مصر. فأنا لا أتخيل مثلا أن زواجتى القادمة - القريبة باذن الله - ستكون بعقد زواج عادى. و أنا الأن أفكر فى عقد عرفى أو أضافة نصوص الى العقد الحالى ليحفظ لى حقوقى وحقوق أولادى القادمين. فالقوانين الحالية فى مصر تجعل من الزواج مغامرة نتائجها كارثية ومعلومة مقدما.

فأنا لايمكن أن أتخيل أن أتزوج مرة أخرى وييتم أولادى مرة أخرى - كفانى على وسديم - لأن زوجتى بدأت تشعر فجأة بغيرة لا تستطيع السيطرة عليها تجاه أولادى من زواجى السابق وتستطيع أن تتهمنى بأدراة عمليات مشبوهة من خلال عملى وأنى وحش بشرى يعتدى على أولاده وعلى زوجته بلا رحمة. وتبدأ الرحلة فى السجون والمحاكم والفضائيات. فأنا الأن 48 سنة ولا أعتقد أنى على أستعداد لرحلة مشابهه وأعتقد أن هذا هو شعور كثير من الرجال الذين يمرون بتجربتى على أختلاف أعمارهم.

ولذا فأن ما يحدث فى بريطانيا هو مستقبلنا القريب فى مصر .. والله هو الحافظ.

د. أحمد الدملاوى

*المصدر: صحيفة الراية القطرية
http://www.almesryoon.com/ShowDetail...=42294&Page=13


ليست هناك تعليقات: