٢٠٠٨/١٢/٣٠

من يقتل الأطفال بالسلاح أو من يقتل بالغدر والكذب والخيانة

استشهدت الطفلتان لما طلال حمدان البالغة 4 اعوام وشقيقتها هيا 11 عاما بينما كانتا على عربة يجرها حمار في بلدة بيت حانون (شمال قطاع غزة) عندماأطلقت طائرة إسرائيلية صاروخا تجاههما. هكذا ورد الخبر فى وكالات الأنباء. ولقد رأيت الطفلتان ملفوفتان بأكفانهما على قناة الجزيرة. طفلتان بهذا العمر تقتلان بلا سبب ولا ذنب. فهذا قدر أطفالنا أن يقتلوا ويحرموا من أبائهم بلا ذنب أرتكبوه ولا جرم أثموه. وقبل بضع أسابيع قتل عشرات الأطفال فى غارة لحلف الناتو على بيت صغير فى قرية فى غرب أفغانستان ومات أكثر من 60 طفلا وأمرأة. وإذا وقفنا مكتوفين الأيدى سيقتل أطفالنا فى القاهرة أو الأسكندرية أو عمان أو دمشق أو الرياض. سيقتل أطفالنا بلا ذنب لهم سوى أنهم أطفالنا وليسوا أطفال كوهين الأسرائيلى أو جون الأمريكى أو واتنابى اليابانى. هكذا أرى مانحن عليه الآن من خطر. فأعدائنا يحاربونا بلا هوادة ولارحمة بكل أنواع أسلحة الدمار. بعضها يقتل فى وضح النهار كما حدث فى غزة لهيا ولما وتحرير وسمر وإكرام ودينا وجواهر. وبعضهم يقتل بهدوء بدم بارد كما يفعل بطفلاى على أحمد الدملاوى وسديم أحمد الدملاوى. فالشرطة البريطانية تدعم نرمين يمانى درويش زوجتى و أمهما التى خطفتهما وأختفت بهما منذ أكثر من عامين وكذلك فالقوانين فى مصر لا تجرمها. هكذا يقتل طفلاى بحرمانهما من أسرة كريمة ومن أب محب وأحاطتهما فى بيئة كلها كذب ونفاق. حسبى الله ونعم الوكيل فى كل من يقتل الأطفال بالسلاح أو من يقتل بالغذر والكذب والخيانة.

وقد يرى بعض القراء أنى أزج بتجربتى وحرمان أولادى من أبيهم بقوة القانون فى بريطانيا وفى مصر بما يحدث فى غزة حيث يحرم الأباء من أبنائهم بالقتل بدم بارد, لأن ما يحدث فى غزة أصعب بكثير من أن يقارن بما حدث لى ولأمثالى. وأنا هنا أحترم وجهة نظرهم ولكنى أتمنى أن يتسع صدركم لحديثى حتى يمكننى أن أريكم ما أرى .
فأنا أرى أن القوانين التى صيغت فى مصر لتحول الأب الى أداة تلقيح لمن يتزوجها وتحرمه تماما من أى حق يمكن تفعيله لأن يكون ابا لأطفاله بحجة أن الأم أكثر رحمة وحنان وعطف وأنها المظلومة بقسوة هذا الرجل وأنها على مر التاريخ قد حرمت من حقوقها وقد آن الأوان لتنتصر المراة من ذلك الرجل الذى لا تعنى ولايته على أولاده شئ ولا تعنى قوامته شئ, أرى هذه القوانين وكأنها غزوا مدمرا لبيوتنا من الداخل ليحولها الى تراب يفقد فيه الأطفال بيتا وأسرة ونموا نفسيا طبيعيا. فأنا أرى أن الغرب قد غزانا منذ زمن بفرض تلك الفوانين المدمرة لأسرنا وأن من يؤيدون وينصرون أسلحة دمار الأسرة الشاملة المتمثلة فى تلك القوانين وفى نظام تطبيقها هم نفسهم من يؤيدون ويدعمون قتل أطفال غزة بحجة أحترام القوانين والأتفاقيات التى لا تطبق إلا على أطفالنا وأهالينا.
أرجو أن تروا مأراه أن الغزو واحد وأشكاله مختلفة والقتلى هم أطفالنا.

حسبى الله ونعم الوكيل

أحمد الدملاوى

ليست هناك تعليقات: