٢٠٠٩/٠١/١٤

من أجل شهادة التوحيد يقتلوننا ويحرقون أطفالنا فى غزة





أرسل لى من لحظات صديق لقطة فيديو على يوتيوب حيث يبكى الشيخ صالح المغامسى لمشهد الشرطى الفلسطينى وهو يؤدى شهادة التوحيد قبل أستشهاده. ورأيت كيف يبكى الشيخ المغامسى وكأنه يبكى أخاه أو أبنه ورأيت كيف أرتبك مقدم البرنامج لعمق التأثر بالموقف. ان دموع الشيخ المغامسى هى نفسها دموعى وهى دموع كل مسلم وكل عربى وكل أنسان رأى هذا الموحد الشهيد يستعجل بالشهادة قبل وفاته. هنا رأيت بوضوح أن الشهيد فلسطينى والشيخ المغامسى سعودى وأنا مصرى وصديقى الذى أرسل لى الرابط ملحا على أن أراه سعوديا أيضا. هنا أقشعر بدنى فلأول مرة فى حياتى أرى وأشعر أننا نحن العرب والمسلمون نرى أنفسنا كما يرانا الغرب.

فقد كنت أعيش فى سياتل فى الولايات المتحدة الأميريكية. وكان لى الكثير من الأصدقاء العرب والمسلمين. وكنت فى شدة دهشتى عندما رأيت أن المجتمعات الغربية لاترى أى فرق من أي بلد عربى أنا؟ بل لا ترى إن كنت عربيا أساسا. فلقد أذهلنى أن غالبية أبناء المجتمع الأمريكى لا يرون فرقا يذكر بين المصرى والسعودى بل والباكستانى أو الأفغانى أو الأيرانى. فكلهم مسلمون بل وأحيانا كلهم فى نظرهم عرب. فكل المسلمين عرب أو كل العرب مسلمين. هكذا يرانا معظم أهل الغرب. وبالتأكيد هكذا تعاملنا حكوماتهم. فنحن جميعا أرهابيين حتى يثبت العكس. وعندها يصفونا بالأعتدال. وكان كثيرا من الأصدقاء العرب والمسلمين يوافقوننى في ما لاحظته. ولكن كان دائما هناك الكثير بالأحساس بالأختلاف بيننا. وكثيرا ما رأينا أختلاق خلافات بيننا كعرب وكمسلمين وكأننا من أمم شتى لاصلة بينها.

ولقد أذهلنى ما يحدث فى غزة. فالخطة المنظمة لقتل أطفال غزة ليست من أبداع أولمرت وباراك وليفنى وشارون أو حتى جورج بوش. فالخطة قديمة وتم تفعيلها على كثير من الجبهات. فكما ذكرت فى مقالات سابقة أن دور الأب حسب قوانين الأسرة فى مصر مثلا, قد همش لدرجة لا يعلمها الا كل من مر بظروف مشابهة لظروفى تحت شعارات كاذبة تماما كشعارات أسرائيل فى السلام. فمحاربة الأسرة وتدميرها بالقوانين من الداخل وتعميق معانى وأدوات الأنهيار الأسرى عن طريق الأعلام وبرعاية المجلس القومى للأمومة والطفولة فى مصر
أصبح حقيقة يومية. وجاءت غزة لتضيف لنا أن هذا أيضا لايكفى فقتلنا وحرق أطفالنا بالفوسفور الأبيض فعليا هو بعد آخر يضاف الى قائمة الجبهات التى نحارب فيها.

لم أكن أتصور كيف أن أطفال غزة يحاربون منذ ما يقرب من عامين بالجوع والمرض. فلا غذاء يصل لهم ولا دواء إلا بموافقة المحتل الأسرائيلى وكأن حكوماتنا تشارك أسرائيل فى تفعيل جبهة أخرى ألا وهى الجوع والمرض. ولم توضح لنا أيا من وسائل الأعلام حقيقة ما يحدث من تجويع وحرمان.

وكان مشهد الشرطى الفلسطينى وهو يرفع يده وأصبعة بشهادة التوحيد قبيل وفاته صرخة فى وجهى لتعيد لى كل الذكريات التى توضح لى لماذا نحارب. فهو لم يقتل لأنه فلسطينى ولكنه قتل لأنه مسلم عربى. ولنفس السبب يقتل أطفالنا ويجوعون. ولنفس السبب يدمر الأعلام والقوانين أسرنا وأطفالنا.

فلندافع عن أنفسنا بكل الجبهات. فلنشارك بالحركات السياسية فى بلادنا ولا نترك فرصة للتصويت الا وعبرنا فيها عن رأينا بقوة ولا نترك أصواتنا بالأهمال أو للمفسدين ليزوروها ونحن لا ندرى.
فلنقاطع البضائع والخدمات الأميريكية والأسرائيلة بأكبر قدر من الوعى ومن الأهتمام.
فلننصر أخواننا وأخواتنا وأطفالنا فى غزة بكل ما نستطيع من سبل. فالضغط المستمر على حكوماتنا لتزويدهم بالمال والسلاح والدواء والغذاء هو حقنا وليس فقط حقهم علينا.



أحمد الدملاوى



ليست هناك تعليقات: