٢٠٠٨/٠٧/٣٠

دولة الظلم ودولة الحق .. رادوفان كاراديتش أختار زنزانة مدى الحياة

أستيقظت اليوم على خبر نقل رادوفان كاراديتش الى السجن الخاص بمحكمة مجرمى الحرب بالهيج. وذكرت المذيعة أنه فى حالة تأكيد التهم الموجهة إليه فانه سيقضى باقى عمره فى زنزانة مساحتها 15 متر مربع. ورأيت كيف أنه ينقل بطائرة خاصة الى هولندا حيث سيسجن الى آخر عمره بعد أن يحاكم هناك بجرائم قتل فيها الآلاف من الأبرياء. وهالنى تفاصيل نقله وكيف أن الحكومة الصربية تريد أنهاء أى أرتباط لها مع كاراديتش. لقد تغير الوضع فمنذ سنوات كان هو رئيس جمهورية صرب البوسنة وكانت صربيا التى تنكرت له اليوم تموله بلا قيود بالمال والعتاد والخبرة وكل ما يحتاج له من مساندة نفسية وسياسية. وأنتهز هو هذه الفرصة ليقتل الالاف لتحقيق ما كان يعتقد أن خير له ولأتباعة. وكانت الأنتصارات الملطخة بالدماء باهرة وكان النصر فى يديه. وكان العالم كله ينظر ولا يتحرك. لقد حاصر كاراديتش سراييفو عدة سنوات ولم يتحرك أحد.

ولكن تغير الوضع بأصرار أهل البوسنة على حقوقهم على الرغم من فداحة الخسائر. لم يتنازل أهل البوسنة عن حقهم فى دماء أولادهم وفى أرضهم وفى أموالهم. مرت الأيام والشهور والسنوات وأهل البوسنة أكثر أصرارا لنيل حقوقهم ومعاقبة المجرمين. ومع بداية تحقيق الأنتصارات على الأرض تدخل العالم لوقف المذابح. لم يتدخل أحد عندما كان كاراديتش منتصرا بقتل الأبرياء ولكن تدخل الجميع عندما بدأ أهل البوسنة فى تحقيق الأنتصارات. وهنا هرب كاراديتش وأتباعه. لقد هربوا الى صربيا أو ما كانوا يعتقدون أنه الملاذ الآمن. وأبتدأت تمثيلية البحث عن كاراديتش.

والغريب أن أختيارات كاراديتش هى نفس أختيارات الظلم فى كل موقف. ففى لحظة القوة قتل وتنكيل وتدمير وحصار بلا رحمة. وعند الخوف الهرب الى ما يعتقد أنه ملاذ آمن لينقلب هذا الملاذ الآمن الى سند للحقيقة.

وهنا رأيت نرمين وهى تحرمنى من أبنى على وأبنتى سديم لما بدأ يقترب من العامين. ورأيت كيف تحرم أبنها على من أبيه؟ وكيف تحرم أبنتها سديم من أبيها؟ ورأيت كيف تتهمنى بالغش والخداع فى عملى لتغطية أعمال مشبوهة أقوم بها.

هكذا ابلغت نرمين السلطات البريطاينة. بل وأكثر من هذا فقد أكتشفت فى بلاغها ضدى أن زواجنا كان خدعة كبيرة للوصول الى الأقامة فى بريطانيا حتى أستغل هذه الأقامة فيما أدعت أنى أقوم به من النشاطات المشبوهة والمريبة. وقد ذكرت فى هذه الأتهامات الكثير. وحتى تكمل القصة فقد أقنعت البوليس فى وست يورك شاير بأنها تخاف على نفسها من القتل فى بريطانيا ولذا هربت بالأولاد من بريطانيا الى مصرحينها لسماح السلطات البريطانية لى بالخروج من الحبس الأحتياطى بعد أن قضيت 17 يوما فى ثلاث سجون.

ثم أتهمتنى أنا وأبن اخى بمحاولة قتلها فى مصر. ولذا فقد هربت بالأولاد من مصر الى بريطانيا. وقد أبلغت السلطات فى بريطانيا بأنى مطلوب القبض على فى مصر لمحاولة قتلها. وبالطبع لم تذكر نهائيا أن القضية قد حفظت لأن الأدلة ملفقة وأنه لم توجه لى أو أبن أخى الذى حبس ظلما على ذمة التحقيق أى تهم. وكأن القتل هو أسلوبى الوحيد فى التعامل. أصرت أن تظهرنى بهذه الصورة حتى تبرر ما أرتكبته فى حقى وحق أولادى. كذب ثم كذب ثم كذب.

وهنا رأيت نرمين وهى تهرب من مصر بأولادى على وسديم الى بريطانيا. فهى لا تستطيع مواجهة الحق وتريد الأختباء وراء الكذب وتعتقد أن بريطانيا هى الملاذ الآمن, تماما كما فعل كاراديتش. وأختبأت نرمين فى بريطانيا وراء الكذب الذى أقنعت به السلطات هناك, تماما كما فعل كاراديتش.

أن نرمين وأبيها يمانى درويش فى أنتظار كثير من القضايا التى ستظهر الحق وقبل هذه القضايا فهم فى أنتظار حكم الله عز وجل. فكما سيحاكم كاراديتش رئيس جمهورية صرب البوسنة "السابق" لما أرتكبه من ظلم ستحاكم نرمين وأبيها يمانى درويش لما أرتكباه من ظلم فى حقى وحق على وسديم أولادى.

والله سيظهر الحق وسيبطل الباطل .. وسيعلم الذين ظلموا أى منقلب ينقلبون


أحمد الدملاوى .. الرياض .. المملكة العربية السعودية




أختار هذه النهاية عندما أختار تلك البداية

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

مقارنة قوية ..
(وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون)

وتذكر أن الله يمهل للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته.

أبو عمر